في خطاب متلفز ألقاه اليوم الخميس بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية، قدّم قائد حركة أنصار الله، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، قراءة استراتيجية للمواجهة الأخيرة بين إيران والكيان الصهيوني، مؤكداً أن طهران خرجت منتصرة في واحدة من أعنف الحروب التي خاضتها ضد المشروع الأمريكي-الإسرائيلي في المنطقة.
وحمّل الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة مسؤولية إشعال الحرب الإقليمية الأخيرة، مؤكدًا أن الهزيمة التي مني بها العدو الإسرائيلي في مواجهة إيران كشفت عن “هشاشته العسكرية وسقوط مشروعه في الهيمنة”.
وأشار السيد الحوثي إلى أن العدو الصهيوني خاض العدوان على إيران بعد تحضيرات استمرت أكثر من عام، بدعم أميركي مباشر، بهدف إسقاط النظام الإسلامي أو إجباره على “الاستسلام غير المشروط”، لكن ما حدث هو العكس تمامًا، فقد “أوقفوا عدوانهم هم أنفسهم دون شروط”.
وقال الحوثي إن الهجوم الصاروخي الإيراني الكثيف على العمق الإسرائيلي شكّل “كابوساً مرعباً”، جعل سكان المستوطنات يعيشون حالة رعب مماثلة لما يتعرض له سكان غزة يوميًا. ووصف هذا الرد الإيراني بأنه “نصر للأمة الإسلامية جمعاء”.
كما حيّا مواقف بعض الدول الإسلامية، مشيداً بالموقفين “الباكستاني والتركي” اللذين تميّزا بالوضوح والجرأة في رفض العدوان، مقارنة بمواقف أنظمة عربية اتسمت بالضعف أو الصمت.
وفي سياق متصل، أشاد الحوثي بالكمين المركّب الذي نفذته كتائب القسام في خان يونس الثلاثاء الماضي، والذي أسفر عن مقتل وجرح أكثر من 20 جنديًا إسرائيليًا، رغم محاولات الاحتلال للتكتم على خسائره، مؤكدًا أن “الاستبسال الذي ظهر في خان يونس سيخلده التاريخ العسكري الفلسطيني”.
وعلى مستوى الإسناد العسكري من اليمن، كشف قائد أنصار الله عن تنفيذ 25 عملية بصواريخ باليستية وفرط صوتية وطائرات مسيرة خلال شهر ذي الحجة فقط، فيما بلغ إجمالي الهجمات منذ بدء الجولة الثانية في 15 رمضان الماضي 309 عمليات هجومية استهدفت العمق الإسرائيلي والمصالح المرتبطة به في البحر الأحمر.
وأكد أن الإغلاق البحري للممرات أمام الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر مستمر، وأن ميناء “أم الرشراش” (إيلات) لا يزال معطلاً تمامًا، ما يضع مزيدًا من الضغط الاقتصادي والعسكري على العدو.
وفيما يخص الجانب الشعبي، أوضح الحوثي أن 1108 مظاهرات ووقفات احتجاجية نُظمت في اليمن خلال الأسبوع الماضي وحده، بالإضافة إلى خروج مسيرات تضامن في 4 دول إسلامية و17 دولة غربية، مما يعكس، بحسب تعبيره، “الزخم الشعبي العالمي الرافض للعدوان الإسرائيلي والأمريكي”.
وختم الحوثي بالتأكيد على أن “النهج الجهادي والتحرر والاستقلال هو ما أوصل إيران إلى مستوى القوة والردع، وأن الأمة الإسلامية قادرة على دحر الاحتلال والمستكبرين ما دامت متمسكة بالكرامة والمقاومة”.