في مشهدٍ مهيب يجسّد الوحدة الشعبية والتلاحم الوطني، شارك مئات الآلاف من الإيرانيين، اليوم السبت، في مراسم تشييع رسمية وشعبية لضحايا العدوان الإسرائيلي الأخير، والذي أسفر عن سقوط أكثر من 60 شهيداً، بينهم كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين، إلى جانب نساء وأطفال وشخصيات إعلامية بارزة.
وانطلقت مراسم التشييع منذ ساعات الصباح الأولى من ساحة الثورة الإسلامية وسط العاصمة طهران، مروراً بجادة الحرية، حيث رفعت الحشود شعارات الغضب والمقاومة، أبرزها: “الموت لإسرائيل”، “الموت لأمريكا”، و”لبيك يا حسين”، في رسالة مباشرة إلى من يقفون خلف العدوان.
وتقدّم الموكب الجنائزي كبار المسؤولين في الدولة، بينهم قيادات سياسية وعسكرية، ورجال دين، وعائلات شهداء، فيما شاركت وفود رسمية وشعبية من دول عربية وإسلامية تعبيراً عن تضامنها مع الشعب الإيراني.
وشكّل الحضور الجماهيري الكثيف لوحة وطنية جامعة، عكست احتضان الشعب الإيراني لقيادته ومشروعه في مقاومة الهيمنة الأجنبية، كما عكست حالة الغضب الشعبي والرفض للعدوان الذي استهدف مواقع مدنية وعسكرية حساسة داخل إيران.
وقد أُعلن أن جثامين الشهداء ستوارى الثرى في مقابر متعددة، أبرزها “جنة الزهراء” بطهران، وبعض العتبات والمزارات في المدن الإيرانية الأخرى، بحسب وصايا الشهداء وقرارات الجهات الرسمية.
ويُعد هذا التشييع من أكبر الفعاليات الوطنية في السنوات الأخيرة، ويحمل دلالات سياسية وشعبية مهمة في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة.