مشهد اليهودي وهو يلقي طفل إيراني يبلغ من العمر 18 شهراً على الأرض بطريقة مميتة، ومثلها آلالف المشاهد من قتل الأطفال وأحراقهم في غزة، وما سبق ذلك من جرائم إبادة نفذها اليهود بحق غير اليهود، خاصة المسلمين، يضع البشرية أمام خطر وجودي ينبغي تداركه لإنقاذ ما تبقى من الإنسانية قبل هلاكها على يد الصهاينة وداعميهم الغربيين.
هذه الحوادث الإجرامية ليست عفوية على الإطلاق، بل هي تجسيد لعقائد تلمودية لا ترى في غير اليهود بشراً، وتُسقط عنهم صفة الكرامة الإنسانية، ومن أبرز ما ورد في النصوص التلمودية: “فقط اليهود يُدعون بشرًا، أما باقي الأمم فليسوا إلا بهائم على هيئة إنسان”. (التلمود البابلي، عيروبين 21ب) “إذا ضرب أحدهم إسرائيليًا فكأنه ضرب الرب”. (سانهدرين 58ب)
“دماء غير اليهود مباحة، لأنهم لا يُعدّون بشرا”.
هذه النصوص، رغم محاولات تنقيحها أو التخفيف من وقعها في الطبعات الحديثة، لا تزال تُدرّس في المعاهد الدينية اليهودية، وتؤثر بعمق على وعي المتدينين، لا سيما في التيارات الصهيونية الدينية التي تنظر للعالم بنظرة استعلائية واضحة ضد المسلمين، فهم يرون في دينهم (الإسلام) خطراً وجودياً، ليس على حياتهم هم، بل على مشروعهم الشيطاني الرامي إلى استعباد البشر.
ومن منظور اليهود، فإن المسلم عدو جوهري يجب إزالته من الوجود، لأن في إيمانه بالله واتباعه للقرآن ما يملي عليه إيقاف التغول اليهودي في العالم، ولا مجال لردعه إلا أن يعترف بخصوصية “الشعب المختار” ويخضع لمركزية التوراة، كما فعل النصارى بعد قرون من القمع لليهود.
ولأن الإسلام – تاريخيًا – تفوّق على اليهود حضاريًا وعسكريًا، بدءًا من عصر النبي محمد ﷺ وسقوط خيبر، وحتى مقاومة المشروع الصهيوني اليوم، فإن الإسلام هو المشروع الوحيد القادر على ردع اليهود، ولذلك ينبغي الغائه في نفوس اتباعه وتغييره بمشاريع أخرى لا تضر بالصهاينة، كالوطنية والقومية وغيرها من الرايات الضالة، ولهذا خسر العرب في كل معاركهم السابقة أيام القومية العربية بقيادة جمال عبدالناصر، فيما انتصرت قلة منهم في فلسطين ولبنان لأنها تحركت تحت الراية الإسلامية المحمدية.
وعلينا أن نعلم بأن اليهودية ليست ديناً سماوياً -كما يروج لها- بل هي أيدولوجية عقائدية قامت على العنف العنصري، ولا تعترف بأي شرعية أخلاقية أو إلهية، وقادت إلى حروب عالمية وإبادة جماعية، منها ما نشهده في غزة، وينبغي على العالم أن يتعامل معها كما تعامل من قبل مع النازية والفاشية، فهي الأخرى عبارة عن أيدلوجيات، لكنها تعرضت للإلغاء والملاحقة لكل عناصرها لكونها تمثل خطراً على الإنسانية، وما اليهودية بأقل ضررٍ من النازية الهتلرية أو فاشية موسولويني، وما نعلمه عن اليهود من نظرة إلغائية لغيرهم من البشر هو الخطر الوجودي على الإنسانية.
أما عن ذريعة “معاداة السامية” فهي الغطاء الذي يتحرك تحته اليهود لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية، ولا عذر أو تبرير لذلك، بل أن راية معاداة السامية أولى بالمعاداة لما تسببت به من قمع وإجرام في العالم، وبات ترديدها خطراً في حد ذاته، ليس فقط على المسلمين، بل على البشرية جمعاء، بما في ذلك المواطن الغربي الذي يتعامل معه اليهود كوسيلة للإثراء وتمويل مخططاتهم عبر الضرائب التي يدفعها للحكومات الموالية لهم.
إن ما يرتكبه اليهود من جرائم مروّعة بحق غير اليهود – وخاصة المسلمين – لا يمكن اختزاله في كونه مجرد ردّ فعل على ظروف سياسية طارئة، أو نتيجة صراعات آنية حول الأرض والحدود، كما يُروج في الإعلام الغربي. بل إن هذه الجرائم تنبع من جذور فكرية وعقائدية عميقة، تشكل البنية التحتية لذهنية الصهيوني المتطرف، وتتغذى من نصوص دينية متطرفة في التلمود وغيره من كتب الحاخامات، تُرسّخ احتقار غير اليهود، وتمنح “الشعب المختار” حق القتل والسرقة والاعتداء على من يُعرف بـ”الغوييم” (غير اليهود)، دون رادع ديني أو أخلاقي.
إن هذا البعد العقائدي – حين يُسكت عنه – يظل الحاجز الأكبر أمام فهم حقيقة الجرائم اليهودية، ويحول دون مساءلة الفاعلين قانونيًا وأخلاقيًا، لأن المعركة تُختزل في “صراع حدود” أو “خلاف سياسي”، بينما هي في جوهرها صراع وجودي بين مشروع عنصري توراتي يُجسّد التطهير الديني، وبين أمةٍ تقاتل للدفاع عن كرامتها وحقها في الحياة.