المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    منظمات دولية: آلية المساعدات في غزة “مصائد موت” ضمن حملة إبادة ممنهجة

    اتهمت منظمات دولية وحقوقية، وعلى رأسها الأمم المتحدة ومنظمة...

    ملخص كلمة “السيد الحوثي” حول مستجدات غزة واخر التطورات

    أكد قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك بدر...

    كارثة صحية صامتة: جزيئات بلاستيكية دقيقة تتسرب إلى طعامك

    في وقت تُعد فيه عبوات البلاستيك والزجاج جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، كشفت دراسة علمية حديثة عن خطر غير مرئي يتربص داخل هذه العبوات ويهدد صحة الإنسان: الجسيمات البلاستيكية الدقيقة والنانوية.

     البلاستيك يتساقط من العبوات إلى الطعام

    أظهر بحث نُشر في مجلة NPJ Science of Food أن تمزيق الأغطية البلاستيكية عن اللحوم، والخضراوات، والفاكهة، وحتى فتح وإغلاق العبوات الزجاجية ذات الأغطية المعدنية المغلفة بالبلاستيك، قد يُطلق جزيئات بلاستيكية مجهرية إلى الطعام والمشروبات.

    وبحسب ليزا زيمرمان، الباحثة الرئيسية في الدراسة والمختصة في مجال المواد الملامسة للأغذية في مؤسسة “Food Packaging Forum”، فإن احتكاك الأغطية أثناء الفتح والغلق هو أحد أبرز مصادر هذه الجزيئات، مشيرة إلى أن الجسيمات تزداد مع كل مرة تُفتح فيها الزجاجة.

    🥤 من العصائر إلى أكياس الشاي.. التلوث شامل

    قام فريق البحث بقياس مستويات الجسيمات في مجموعة متنوعة من المنتجات الشائعة، مثل العصائر، والمياه المعدنية، والأسماك المعلبة، وأكياس الشاي، وملح الطعام، والأطعمة الجاهزة، وحتى الأرز والمشروبات الغازية. وتبيّن أن جميع هذه المنتجات قد تحتوي على درجات متفاوتة من التلوث البلاستيكي.

    🚨 تسرب آلاف المواد الكيميائية

    في سياق موازٍ، كشفت مؤسسة “Food Packaging Forum” في تقرير سابق صدر في سبتمبر 2024، عن وجود أكثر من 3600 مادة كيميائية يمكن أن تتسلل إلى الطعام أثناء عمليات التصنيع والتغليف والتخزين، ما يعني أن مصدر الخطر لا يقتصر فقط على نوع العبوة، بل يشمل سلسلة التوريد كاملة.

    الخبير البيئي ديفيد أندروز وصف نتائج الدراسة بأنها “ناقوس خطر يجب الانتباه إليه”، مؤكدًا أن خطورة التلوث بالبلاستيك لا تكمن فقط في المواد الكيميائية المعروفة، بل في كون التغليف الغذائي نفسه مصدرًا محوريًا لهذه الجسيمات.

    🧬 ما الذي يفعله البلاستيك الدقيق والنانوي بأجسامنا؟

    تُعد الجسيمات البلاستيكية الدقيقة شظايا بوليمرية يقل حجمها عن 5 ملم، أما الجسيمات النانوية فهي أصغر من ذلك بكثير، لا تُرى بالعين المجردة، ويمكنها اختراق أنسجة الجهاز الهضمي، أو حتى المرور من الرئتين إلى مجرى الدم.

    وبمجرد دخولها إلى الجسم، يمكن لهذه الجسيمات أن تنقل معها مواد كيميائية صناعية ضارة وتوزعها داخل الأعضاء والخلايا، مما يثير مخاوف صحية تتعلق بالتهابات، واضطرابات هرمونية، وحتى احتمالات تأثيرات مسرطنة على المدى البعيد.

    🔥 الميكروويف يزيد الطين بلّة

    من النصائح المهمة لتقليل التعرض لهذه الجسيمات:

    تجنّب تسخين الطعام داخل عبوات بلاستيكية في الميكروويف، خاصة حليب الأطفال.

    لا تضع البلاستيك في غسالة الأطباق، حيث تؤدي الحرارة المرتفعة إلى إطلاق المزيد من المواد الكيميائية.

    استخدم عبوات من الزجاج أو الفولاذ المقاوم للصدأ بدلًا من البلاستيك قدر الإمكان.

    🛡️ هل يمكننا تفادي الخطر؟

    لا يمكن التخلص من الجزيئات البلاستيكية بالكامل من مصادر الطعام في الوقت الراهن، لكن اتباع أساليب أكثر أمانًا في التخزين والتسخين يمكن أن يقلل بشكل كبير من كمية المواد الضارة التي يتعرض لها الجسم.

    في ظل التوسع اللامحدود في استخدام البلاستيك حول العالم، تدعو هذه الدراسات إلى مراجعة جذرية في كيفية تعاطينا مع تغليف الأغذية، حمايةً لصحة الإنسان ومستقبل الأجيال القادمة.

    spot_imgspot_img