شهدت الساعات الأولى من فجر اليوم الإثنين، تصعيد غير مسبوق بين كيان العدو الإسرائيلي والجمهورية اليمنية ما يؤكد اتساع رقعة المواجهة الإقليمية.
وشهدت مدينة الحُديدة اليمنية، عدواناً جوياً إسرائيلياً مفاجئاً استهدف ميناء الحديدة ومحطات الكهرباء ومرافئ الصليف ورأس عيسى، تحت ذريعة وجود “أنشطة عسكرية” في تلك المناطق.
وأفادت إذاعة جيش الاحتلال بأن الهجمات الجوية على ميناء الحُديدة جاءت بأوامر مباشرة من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي كان يقود العملية من طائرة أثناء توجهه إلى واشنطن.
اشتباك جوي عنيف في البحر الأحمر
الدفاعات الجوية اليمنية تصدت للهجوم بقوة، وفق ما أكده متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع، موضحاً أن تشكيلات الطيران الإسرائيلي واجهت صواريخ أرض–جو محلية الصنع أوقعت إرباكاً كبيراً لدى الطيارين وأجبرت عدداً منهم على الفرار قبل تنفيذ مهامهم.
وأوضح العميد سريع أن القوات الجوية اليمنية تعاملت بكفاءة عالية مع الهجوم الإسرائيلي، وأن القدرات الدفاعية للبلاد ما زالت في حالة تأهب واستعداد كاملين للرد على أي تصعيد مستقبلي، مؤكداً أن هذه الاعتداءات لن تؤثر على جاهزية الجيش اليمني أو موقفه الجهادي الداعم للمقاومة الفلسطينية.
وأشارت مصادر ميدانية إلى وقوع اشتباك جوي عنيف بين الدفاعات الجوية اليمنية وطائرات إسرائيلية فوق البحر الأحمر، استمر لأكثر من نصف ساعة.
وأكدت المصادر استخدام أنظمة دفاعية محلية الصنع في التصدي للعدو ، وهو ما سبّب حالة من الارتباك والهلع لدى الطيارين الصهاينة، ودفع بعدد من الطائرات إلى التراجع دون تحقيق أهدافها. بينما نفذت أخرى غارات خاطفة قبل أن تنسحب سريعاً تحت الضغط الناري الكثيف.
صاروخ يمني يخترق منظومة الاحتلال ويصيب هدفاً قرب القدس
وبعد ساعات من العدوان الإسرائيلي على الحديدة، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، عن رصده إطلاق صاروخين من الأراضي اليمنية باتجاه فلسطين المحتلة، دوّت على إثره صفارات الإنذار في عدة مناطق، أبرزها منطقة “غوش عتصيون” جنوب القدس.
وبحسب المصادر العبرية، فإن الصواريخ اليمنية تمكنّت من اختراق المجال الجوي لفلسطين المحتلة، وأصابت هدفاً قريباً من القدس دون أن تتمكن منظومات القبة الحديدية من اعتراضها، مما أثار حالة من الارتباك داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
وأظهرت مقاطع مصورة متداولة لحظة مرور الصاروخ فوق بلدات فلسطينية مثل بلدة بيتا في نابلس، ما يدل على الدقة العالية في تنفيذه وعدم قدرة العدو على التصدي له، وهو ما أدى إلى تعليق فوري للرحلات الجوية في مطار اللد المحتل (بن غوريون).
كما أظهرت مقاطع أخرى لحظة وصول “الصاروخ اليمني” إلى منطقة قريبة من القدس، بعد فشل الدفاعات الجوية الإسرائيلية في اعتراضه، حيث أصاب هدفاً لم يتم الكشف عن طبيعته حتى الآن.
ردود فعل رسمية وشعبية غاضبة
في الوقت الذي توالت فيه الاتهامات الرسمية والشعبية للكيان الصهيوني باستهداف المدنيين والمنشآت الحيوية، دان اليمنيون هذا العدوان الجديد، واعتبروه امتداداً لسياسة التدمير التي يمارسها العدو الإسرائيلي ضد الشعب اليمني منذ سنوات.
وأدان عضو المكتب السياسي لأنصار الله محمد الفرح العدوان، واعتبره “جريمة صهيونية تمّت بضوء أخضر أمريكي وغربي، ومحاولة يائسة لثني الشعب اليمني عن دعمه لغزة”، مؤكداً أن الاستهداف المتكرر للبنى المدنية في الحديدة “لن يُضعف اليمن، بل يزيده إصراراً على مواجهة معادلة الاستباحة التي تسعى قوى العدوان لفرضها على المنطقة”.
فيما أكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله حزام الأسد، أن مواقف اليمن تبقى مبدئية وراسخة في دعم القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن استمرار العدوان الإسرائيلي واستهداف المنشآت الخدمية والحيوية في اليمن لن يزيد الشعب اليمني إلا إصراراً وثباتاً.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة إن هذه الاعتداءات لن تمر دون رد، وإن عمليات الإسناد العسكري لغزة وللشعب الفلسطيني ستستمر بوتيرة أعلى بإذن الله.
وسائل إعلام إسرائيلية، منها صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أشارت إلى أن هذا الرد اليمني جاء بعد أربع ساعات فقط من الغارات على الحُديدة، ما يعكس سرعة الرد وحسابات الردع الجديدة لدى صنعاء.