أكد قائد حركة أنصار الله، السيد عبد الملك الحوثي، في كلمة له مساء الأربعاء، أن الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة هذا الأسبوع بلغت ذروتها، واصفًا إياها بـ”المجازر الوحشية” وسط “صمت دولي مخزٍ يعكس موت الضمير الإنساني”. وأشار إلى أن ما يحدث في غزة “هو فضيحة مدوية في سجل المجتمع الدولي”، حيث يتعرض أكثر من مليون فلسطيني للتجويع والقتل والتشريد دون أي تدخل جاد لوقف الكارثة.
ولفت السيد الحوثي إلى أن العدوان الإسرائيلي خلال الأسبوع الجاري أسفر عن أكثر من 3700 شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، واستشهد بتقارير أممية تؤكد استخدام العدو التجويع ومصائد الموت كأدوات إبادة، لافتًا إلى أن كيلو الطحين في غزة أصبح أغلى بثلاثة آلاف مرة من سعره الطبيعي، رغم منعه من الدخول.
وفي سياق المعركة، أشاد الحوثي بثبات المجاهدين الفلسطينيين، مشيرًا إلى تنفيذ كتائب القسام 16 عملية خلال أسبوع، من بينها كمين نوعي في بيت حانون. وأكد أن أداء المقاومة، رغم الخذلان العربي والدولي، أفشل تكتيكات الاحتلال وأظهر هشاشته العسكرية.
وعلى مستوى الإسناد اليمني، كشف السيد الحوثي أن 45 عملية عسكرية نُفذت خلال الأسبوع، منها صواريخ باليستية وفرط صوتية، ومسيرات هجومية، وزوارق بحرية، استهدفت عمق الكيان المحتل بما في ذلك عسقلان وأسدود ويافا وميناء أم الرشراش. وأكد أن استهداف السفن “إترنيتي سي” و”ماجيك سيز” جاء ردًا على خرق قرار الحظر اليمني، مؤكداً استمرار العمل بهذا القرار ضد أي شركة تتعامل مع الاحتلال.
كما شدد على أن الهجمات الإسرائيلية على الحديدة انطلقت من خارج الأجواء اليمنية، مشيرًا إلى تصدي الدفاعات الجوية اليمنية للطيران المعادي ومنعه من تنفيذ أهدافه.
وتناول السيد الحوثي الأوضاع في الضفة الغربية، كاشفًا عن مخطط إسرائيلي تحت مسمى “الإمارات التسع”، يهدف إلى تقسيم المجتمع الفلسطيني وخلق قيادات عميلة، مؤكدًا أنه سيفشل كما فشلت غيره من المحاولات.
وفي الشأن اللبناني، ندد باستمرار الانتهاكات الإسرائيلية للاتفاقات مع لبنان، معتبرًا أن سلاح المقاومة هو الضمانة الحقيقية لحماية البلاد. كما أشار إلى التوغل الإسرائيلي في سوريا ووصوله إلى ريف دمشق، ما يؤكد زيف ادعاءات السلام والتطبيع.
وعلى الصعيد الشعبي، أثنى السيد الحوثي على خروج 1239 مسيرة ووقفة شعبية في اليمن خلال الجمعة الماضية، واعتبر أن زخم التفاعل الشعبي اليمني يفوق باقي دول العالم، داعيًا إلى الخروج الجماهيري الكبير يوم الجمعة لتجديد الموقف اليمني الثابت نصرة لفلسطين.
وختم بالتأكيد على أن الثبات والصبر والتضحية هي طريق النصر، مشددًا على أن خيار نصرة غزة هو موقف ديني وأخلاقي وإنساني، وأن الشعب اليمني مستمر في موقفه حتى يتحقق الفتح والنصر المبين.