المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    مسؤول إيراني يكشف للجزيرة دوافع محاولة كيان العدو الإسرائيلي اغتيال بزشكيان

    قال مسؤول إيراني رفيع للجزيرة إن إسرائيل حاولت اغتيال...

    البحر الأحمــر… بحــر غزة

    لن يكون البحر الأحمر يومًا أرضًا صهيونية، فهو بحر...

    الانتقالي يتهم الإصلاح بعقد تحالفات مع “الحوثيين” لإسقاط المهرة والسعودية تتدخل بنقل الزايدي

    صعّد المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الإمارات، هجومه السياسي...

    البحر الأحمــر… بحــر غزة

    لن يكون البحر الأحمر يومًا أرضًا صهيونية، فهو بحر إسلامي خالص، يحمل في مياهه ذاكرة الفاتحين ورايات التوحيد. وكل شبرٍ إسلاميّ، تهون دونه الأرواح فداءً لغزة وأهل غزة، تشهد بذلك صيحات اليمانيين، وضرباتهم الجوية والبحرية التي زلزلت قواعد العدو في البر والبحر، والتي كان أبرزها سلسلة العمليات البحرية التي استهدفت السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني منذ نوفمبر 2023م، ولا تزال على أشدها بل وتتعاظم مع مرور الوقت، ملحقةً خسائر مباشرة بالملاحة الصهيونية وبكل الشركات المتواطئة مع الكيان، ما دفع كبرى الشركات المرتبطة بالكيان لتغيير مساراتها بعيدًا عن البحر الأحمر.

    هذه العمليات لم تكن مجرد دعم لغزة، بل إعلان صريح بأن البحر الأحمر ليس مجالًا مباحًا للهيمنة الصهيونية. لقد سقطت الهيبة الأمريكية في هذه الجبهة، رغم نشر حاملات الطائرات وتشكيل تحالف بحري بقيادة واشنطن، إلا أن الضربات المتواصلة أجبرت التحالف على وقف عملياته والانكفاء على نفسه بغية تأمين السفن الخاصة به دون أن يؤمن تلك المرتبطة بالصهاينة.

    ولو كان للعدو أن يسيطر على البحر الأحمر لتسنى له ذلك عقب معركة الساحل الغربي بين عامي 2017 و2018، فقد ضحت الإمارات هناك بعشرات الآلاف من المرتزقة الرخاص، وغامرت بوجودها ومصالحها بغية تأمين الملاحة الصهيونية، وإثبات أن المندب وما حوله ملكٌ لأعداء الأمة، وهو ما لم يتحقق ولن يتحقق، فالتضحيات الطاهرة للجيش واللجان الشعبية تتجلى اليوم في أنصع صورة مناصرةً لغزة وللأمة الإسلامية، فيما هلك البغاة والمرتزقة على الساحل بالجملة دونما أثر وبلا نتيجة، وأقصى ما يحلمون به اليوم أن يأمنوا ضربات رجال الرجال بعد أن اتضحت لهم الرؤية، وأدركوا أنهم أدوات رخيصة بيد الصهاينة.

    الحال ينطبق على كل الأدوات الصهيونية في المنطقة، فالأنظمة الخليجية، التي حمت الكيان بكل طاقتها منذ تأسيسه، تعجز اليوم عن توفير الحماية لسفنه في البحر الأحمر رغم تعهداتها القديمة بذلك، فهي تعلم أنها اليوم أمام خصم من نوعٍ آخر، لا يخاف في الله لومة لائم، وعلى استعداد أن يجعل المصالح الأمريكية في الخليج بحيرات من النيرات إذا استلزم الأمر، وغامرت عسكرياً كما سبق وفعلت قبل عشر سنوات من اليوم.

    هكذا خسر العدو معركة الساحل مبكراً بخلاف حروبه السابقة، وبات الكيان، ولأول مرة في تاريخه، يقف عاجزاً أمام طرفٍ عربي لا يهاب الموت أو الحرب، وتمنى أن تطول المعركة مع الصهاينة حتى يتحقق وعد الآخرة على يديه، كما جاء في الوعد الإلهي، الذي يعلمه الصهاينة ويعرفونه كما يعرفون أبناءهم، وقد بدت آياته تتجلى على يد رجال الله من أهل اليمن، ومعهم أحرار الأمة في محور الجهاد والمقاومة.

    كل هذا ليعلم العدو أن البحر الأحمر، كما القدس، ليس مجرد موقع جغرافي، بل ساحة صراع حضاري، وامتداد لمواجهة وجودية، ومهما حاك العدو من خطط، وسخّر من العملاء والخونة من يعينه، فإن مشروعه في البحر الأحمر إلى زوال، ومكائده إلى فشل، بإذن الله.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    محمد محسن الجوهري

    spot_imgspot_img