تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا التحالف السعودي الإماراتي في جنوب وغرب اليمن تصاعداً واسعاً في رقعة الاحتجاجات الشعبية والعسكرية، في مشهد يعكس انفجار الغضب الشعبي بفعل الانهيار المتسارع للاقتصاد وتأخر صرف الرواتب.
ففي محافظة حضرموت، اندلعت، اليوم السبت، احتجاجات غاضبة تخللتها أعمال شغب وقطع للطرقات الرئيسية باستخدام الإطارات المشتعلة وأشجار الزينة، لتلتحق بالموجة المتنامية من التظاهرات التي اجتاحت مدن تعز والضالع وشبوة، وسط ترقب لتفجر الوضع في العاصمة المؤقتة عدن.
وفي محافظة شبوة، شهدت “مدينة عتق” احتجاجات عسكرية نادرة نفذها جنود من قوات الأمن العام، قطعوا خلالها الشوارع الرئيسية، رافعين شعارات غاضبة تندد بانقطاع المرتبات وتدهور الأوضاع المعيشية، وسط تجاهل رسمي من الحكومة الموالية للتحالف.
وتأتي هذه التحركات الاحتجاجية في ظل استمرار الانهيار التاريخي للعملة المحلية، حيث اقترب سعر صرف الدولار من حاجز الثلاثة آلاف ريال (2970 ريالاً)، ما أدى إلى موجة غلاء جديدة ضربت أسعار المواد الأساسية، أبرزها الخبز، حيث ارتفع سعر الرغيف الصغير (20 غراماً) في عدن إلى 120 ريالاً، مقارنة بسعر 20 ريالاً في مناطق حكومة صنعاء، التي ما تزال تقدم دعماً للمادة.
وسجّلت عدن مؤخراً أرقاماً قياسية في أسعار الغذاء والوقود، حيث قفز سعر كيس القمح إلى نحو 65 ألف ريال، وهو ما يعادل أكثر من راتب موظف حكومي شهري، وسط غياب كامل لأي معالجات اقتصادية من الجهات الرسمية، ما فاقم من سخط الشارع ووسع دائرة الغليان.
وتُعد هذه الاحتجاجات مؤشراً على هشاشة الوضع داخل معسكر التحالف، في ظل عجز السلطة الموالية له عن تلبية الحد الأدنى من مطالب المواطنين، بينما تستمر الفصائل العسكرية والأمنية في الانخراط بصراعات داخلية على النفوذ، تاركةً المواطن فريسة للجوع والانهيار.