في خطوة استراتيجية ذات أبعاد إنسانية وعسكرية، دشّنت حكومة صنعاء، اليوم السبت، طريق “عقبة ثرة” الحيوي الذي يربط بين محافظتي البيضاء وأبين، بعد سنوات من الإغلاق جراء تداعيات الحرب.
وشهد التدشين حضوراً رسمياً واسعاً ضم قيادات محلية من البيضاء وأعضاء من اللجنة العسكرية العليا، الذين أشرفوا ميدانياً على إزالة مخلفات الحرب والعوائق التي ظلت تعرقل هذا الشريان الحيوي بين الشمال والجنوب.
وأكد محافظ البيضاء، عبدالله إدريس، أن افتتاح الطريق يأتي تنفيذاً لتوجيهات قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، ويهدف إلى تخفيف المعاناة المتراكمة عن كاهل المواطنين في المحافظتين، خصوصاً أولئك الذين اضطروا لقطع مسافات شاقة عبر طرق وعرة ومكلفة بسبب استمرار الإغلاق.
وأشار إدريس إلى أن هذه المبادرة تعكس حرص صنعاء على فتح الطرقات وإعادة وصل الجغرافيا الوطنية، بعيداً عن أي اعتبارات سياسية أو عسكرية، داعياً الطرف الآخر، في إشارة إلى حكومة التحالف، إلى الاستجابة لهذه الخطوة الإنسانية التي تمثل مصلحة عامة لكافة المواطنين.
وتُعد “عقبة ثرة” من أبرز المعابر الجبلية الاستراتيجية التي طالما شكلت حلقة وصل رئيسية بين البيضاء ومناطق أبين، قبل أن تتحول إلى ساحة مواجهة خلال السنوات الماضية، ما أدى إلى عزل مناطق واسعة وتعطيل حركة التنقل والتجارة.
ويأتي افتتاح هذا الطريق ضمن مساعي صنعاء المستمرة لفك الحصار الداخلي، وإعادة الحياة إلى المسارات البرية بين المحافظات اليمنية، في وقت ما تزال فيه الأطراف الموالية للتحالف تتلكأ في اتخاذ خطوات مماثلة، رغم الإجماع الشعبي والدولي على أهمية تحييد الملفات الإنسانية عن التجاذبات السياسية والعسكرية.
