شهد قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية ارتفاعاً مأساوياً في عدد ضحايا المجاعة، حيث أعلن مدير مستشفى الشفاء استشهاد 21 مواطنًا، بينهم أطفال ومسنّون، نتيجة الجوع الحاد وسوء التغذية، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي الخانق على القطاع منذ أكثر من تسعة أشهر.
وأكد مدير المستشفى أن ما يقارب 900 ألف طفل في غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، مشيرًا إلى أن نحو 70 ألفاً منهم وصلوا إلى مرحلة سوء التغذية الحاد، وهي مرحلة تهدد حياتهم بشكل مباشر. كما حذر من تدهور الأوضاع الصحية للمصابين بأمراض مزمنة مثل السكري والفشل الكلوي، الذين يواجهون خطر الموت نتيجة نقص الأدوية والغذاء.
نداء عاجل من “حماس”
وفي سياق متصل، وجهت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) نداءً عاجلًا إلى القادة العرب والمسلمين، دعتهم فيه إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية تجاه الشعب الفلسطيني الذي “يموت جوعًا على مرأى ومسمع من العالم”.
وقالت الحركة في بيان صحفي:
“بعد خمسة أشهر من الحصار الشامل، دخلت المجاعة في قطاع غزة مرحلة غير مسبوقة، راح ضحيتها مئات المدنيين، بينهم عشرات الأطفال، وآلاف المصابين بسوء التغذية”.
وانتقد البيان الصمت الرسمي العربي والإسلامي، واصفًا ما يحدث بأنه جريمة إنسانية موثّقة، تتحمل إسرائيل مسؤوليتها، بينما عجز المجتمع الدولي عن اتخاذ خطوات فاعلة لوقف هذه المأساة.
كما كشف البيان عن تكدس آلاف الشاحنات الإغاثية على الجانب المصري من معبر رفح، في حين يواصل الاحتلال فرض قيود مشددة على دخول المساعدات، ما وصفته الحركة بأنه “أبشع عملية تجويع جماعي في العصر الحديث”.
ودعت حركة حماس المجتمع الدولي إلى الضغط الفوري على الاحتلال لفتح المعابر أمام الغذاء والدواء. كما دعت الدول العربية والإسلامية إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع “إسرائيل”. إلغاء اتفاقيات التطبيع، واتخاذ مواقف عملية لإنقاذ أكثر من مليوني إنسان في غزة.
من جهتها، حذرت منظمات إنسانية دولية من أن غزة على وشك دخول مرحلة المجاعة الكاملة، في ظل اعتماد أكثر من 90% من السكان على المساعدات غير المتوفرة، وانهيار شبه كامل للنظام الطبي في المستشفيات بفعل نقص الأدوية والمستلزمات.
