المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    لماذا نستقبل بحرارة جورج إبراهيم عبد الله؟

    أن يتهافت اللبنانيون والفلسطينيون في لبنان للمسارعة الى استقبال...

    صنعاء.. العاصمة الأقرب إلى القدس رغم بُعدها الجغرافي

    في جغرافيا الأُمَّــة الممتدَّة من المحيط إلى الخليج، قد...

    غزة..لا مصاب أكبر من خذلان الأمة

    لا جرم أن خذلان خير أمةٍ للناس أخرجت، وبخير...

    المتخاذلون أعداء للمجوَّعين

    على مدى عقود، يعاني سكان غزة من حصار خانق...

    خذلان عالمي وموقف يمني أصيل

    في قلب غزة، لا صوت يعلو على أنين الجوع،...

    ترامب: “دول الخليج” في قلب أخطر مخطط “أمريكي إسرائيلي” لتصفية المقاومة

    كشف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اليوم السبت، مخطط كانت تشارك فيه دول عربية وخليجية ويهدف للإيقاع بالمقاومة في غزة. يتزامن ذلك مع إعلانه الانسحاب رسميا من المفاوضات.

    وارجع ترامب رفض حماس اتفاق جديد إلى ما اعتبره ادراكها بالذي ينتظرها بعد اطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في إشارة إلى ان المخطط كان يتضمن تصعيد الحرب على القطاع بدلا عن وقفها

    وأكد ترامب، في تصريحات رسمية من البيت الأبيض، أن حماس “فهمت الرسالة” ورفضت التوقيع على الاتفاق بعدما تبين أن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين كان سيمهّد لتصعيد عسكري أعنف، لا لوقف القتال. وأضاف: “كانت هناك خطة واضحة، وكان يجب إنهاء المهمة، لا تعليقها”. هذا التصريح فُسّر سياسيًا بأنه منحٌ مباشر لضوء أخضر لإسرائيل لمواصلة جرائم الإبادة الجماعية في القطاع المحاصر.

    وجاءت تصريحات ترامب متزامنة مع انسحاب الوفدين الأمريكي والإسرائيلي رسميًا من مفاوضات الدوحة، في إعلانٍ صريح عن انهيار المسار الدبلوماسي وبدء مرحلة تصعيد عسكري مفتوح. ترامب، الذي قدّم نفسه “عرّابًا للحسم”، وجّه تعليمات واضحة لإنهاء “المهمة” في غزة، مانحًا الاحتلال ضوءًا أخضر لمواصلة المجازر، ومتوعدًا بموجة جديدة من العنف تحت غطاء “استراتيجية شاملة” تُدرس في واشنطن وتل أبيب.

    مصادر أمريكية و”إسرائيلية” كشفت عن تفاصيل تلك الخطة، مشيرة إلى أنها تتضمن اغتيالات لقادة المقاومة في الخارج، وتشديد الحصار، وتكثيف الضربات الجوية على ما تبقى من البنية التحتية في غزة، في سيناريو يبدو أنه تم التوافق عليه خلف الكواليس مع عواصم خليجية بارزة، كانت تراهن على تمرير الاتفاق تحت ضغط المجاعة ووطأة الحصار.

    وفيما انكشف الغطاء عن الدور الخليجي في تمرير المخطط، تشهد الساحة الخليجية حملة قمع غير مسبوقة استهدفت أصواتًا تضامنية مع غزة. ففي السعودية، اعتقلت السلطات معتمرًا مصريًا دعا على الملأ في الحرم المكي بـ“تفريج الهم عن أهل غزة“، ولا يزال مصيره مجهولًا. أما في البحرين، فقد جرى توقيف أربعة مواطنين احتجوا أمام سفارة الاحتلال تضامنًا مع المدنيين في القطاع المحاصر.

    التحركات القمعية في العواصم الخليجية ترافقت مع موجة سخط شعبي متنامية، خاصة مع تفاقم المجاعة في غزة، وورود تقارير عن تجويع أكثر من 100 ألف طفل، وارتفاع أعداد الوفيات نتيجة الحصار.

    هذه الممارسات الخليجية، التي تتزامن مع تزايد أعداد ضحايا المجاعة وانهيار القطاع الصحي في غزة، تعكس ــ بحسب مراقبين ــ شراكة ضمنية في الحصار، تهدف إلى تطويع الوجدان العربي لصالح مشروع صهيوني أكبر يقوم على التهجير والإبادة.

    وبحسب متابعين، فإن الولايات المتحدة، التي سبق أن أطلقت سراح أسراها في صفقات غير مكتملة، دون الوفاء بالتزاماتها تجاه إدخال المساعدات أو التهدئة، تسعى لتكرار ذات السيناريو مع غطاء عربي ــ خليجي، لا يعكس سوى تواطؤًا تاريخيًا ضد حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال.

    وتتهم أوساط سياسية وحقوقية الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب باستخدام الدول الخليجية كورقة ضغط على المقاومة، عبر الترويج لـ“صفقة وهمية” لا تتضمن أي ضمانات بوقف الحرب، بل تسعى لتكرار سيناريو إطلاق سراح الأسرى مقابل لا شيء، كما حصل مع الجندي الأمريكي ألكسندر عيدان سابقًا.

    وفيما تغرق غزة في الظلام والدم، وتواصل الأمهات إرضاع أطفالهن الماء بدل الحليب، تقف الأنظمة العربية ــ وفي مقدمتها الخليجية ــ في خانة المتفرج الصامت أو الشريك المتواطئ، بينما يُرسم مستقبل فلسطين بأقلام القتل والحصار، لا بالدبلوماسية أو “الوساطات”.

    spot_imgspot_img