أكّد تقرير حديث صادر عن مركز سوفان الأمريكي، المتخصص في التحليلات الأمنية والاستراتيجية، أن كافة الأدوات التي استخدمتها الولايات المتحدة، بما فيها العقوبات والتدخلات العسكرية، فشلت في وقف الهجمات المتواصلة التي تنفذها القوات اليمنية دعماً لقطاع غزة.
وذكر المركز أن هذه القوات، رغم ما تواجهه من ضغوط عسكرية أميركية وإسرائيلية وعقوبات اقتصادية خانقة مفروضة على اليمن، لا تزال “صامدة وماضية في عملياتها بكفاءة تصاعدية”.
وأشار التقرير إلى أن الهجمات اليمنية المستمرة نجحت في إغلاق ميناء إيلات الإسرائيلي، وهو ما وصفه بـ “مكسب استراتيجي نوعي لصالح صنعاء”، لما يمثّله من أثر مباشر على حركة الملاحة البحرية الدولية وانعكاسات واضحة على الاقتصاد الإسرائيلي.
ووفق ما جاء في التقرير، فإن القوات اليمنية ربطت بشكل صريح استمرار عملياتها العسكرية بـ “ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة”، مؤكدة أنها ستواصل استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل حتى تحقيق هذا الهدف، رغم التوصل إلى اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة وصنعاء.
وتوقف التقرير عند ما وصفه بـ “أبعاد سياسية واقتصادية عميقة لاتفاق التهدئة المفاجئ الذي أُعلن عنه في مايو 2025”، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية تعرضت لضغوط شديدة نتيجة تزايد الخسائر الميدانية والاقتصادية، ما دفعها إلى الدخول في هذا الاتفاق.
وختم مركز سوفان تحليله بالتأكيد على أن التحولات الميدانية الجارية في البحر الأحمر قد عمّقت من التحديات التي تواجهها إسرائيل، معتبرًا أن اليمن بات يشكل عامل ضغط إقليمي فاعل، من خارج منظومة الردع التقليدية التي تعتمدها واشنطن وتل أبيب.