المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    الإعلام العربي.. واجهة ناعمة لجرائم صهيونية ومواقف رسمية مُخزية

    في معركة غزة، لم يكن الصمت العربي وحده مشكلة،...

    “لعبة شطرنج” تدفع الخليفي لحسم الصفقة الصعبة

     يتمسك باريس سان جيرمان الفرنسي، بحظوظه في التعاقد مع...

    التونسي “الجوادي” يحرز ذهبية السباحة 800 متر في بطولة العالم للألعاب المائية

    تُوِّج السباح التونسي أحمد الجوادي، البالغ من العمر 20...

    ميسي يقود إنتر ميامي للعودة بقوة.. ويتوج كأفضل لاعب في الشهر للمرة الرابعة

    توج النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي قائد فريق إنتر ميامي...

    رونالدو يقود النصر للفوز على تولوز الفرنسي في مباراة مثيرة

    حقق فريق النصر السعودي فوزا جديدا بعدما تغلب على...

    انتحار جنود الاحتلال في خضم حرب غزة.. الحقائق المُرّة التي تُكتمها آلة الإعلام الصهيونية

    في ظل التصعيد العسكري المستمر والعدوان المفتوح على قطاع غزة، تتكشف مؤشرات خطيرة تُهدد تماسك المؤسسة العسكرية الصهيونية، حيث تتوالى حالات الانتحار في صفوف الجنود الإسرائيليين بوتيرة مقلقة، بينما يصرّ جيش الاحتلال على حجب الأرقام الحقيقية، رافضًا الإفصاح عن حجم الظاهرة أو مسبباتها، وسط صمت رسمي يُخفي أزمة داخلية تتسع.

    وتأتي هذه الظاهرة في سياق الانهيار المعنوي والنفسي المتسارع الذي تعاني منه “المجتمع الإسرائيلي” عمومًا، لا سيما بعد حرب غزة التي خلفت – بحسب وصف المحلل الصهيوني بن كاسبيت – واقعًا كارثيًا يتمثل في “دمار شامل، آلاف القبور، عشرات الآلاف من الجرحى، مجتمع ممزق، واقتصاد يترنح”، ومع ذلك، لا يبدو أن القيادات الإسرائيلية تتجه نحو المعالجة، بل تواصل دفع الجنود إلى الجبهات، حيث تتراكم الصدمات النفسية وتُسجل الانتحارات بصمت.

    في استطلاع رأي حديث نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، بدت مؤشرات القلق الشعبي في ذروتها:

    84٪ قلقون أمنيًا، 60٪ يعانون من اضطرابات نفسية، و27٪ يُفكرون بالانتحار

    فيما أشار تقرير لموقع “تايمز أوف إسرائيل” إلى أن حرب غزة أصبحت العامل الأهم في التأثير على المشهد السياسي المقبل، لكنها – بحسب المعطيات – أدت إلى تآكل الثقة في القيادة، وتزايد رغبة الإسرائيليين بالهجرة، وانهيار الحالة النفسية لعشرات الآلاف من الجنود والمدنيين.

    أما على صعيد المؤسسة العسكرية، فقد أقرّ كبار المسؤولين في وزارة الحرب الإسرائيلية بأن ظاهرة الانتحار بين الجنود تُعد فشلًا هيكليًا وأخلاقيًا، حيث صرّح إيتامار غراف، نائب مدير عام الوزارة، بأن “كل حالة انتحار هي فشل مباشر”، مضيفًا أن أطباء نفسيين يتابعون الحالات لكن النتائج مقلقة.

    وفي حادثة موثقة نشرتها صحيفة “معاريف“، حاول أحد الجنود الانتحار خلال تواجده في الخدمة داخل غزة، حيث وجّه فوهة بندقيته إلى فمه أمام قائده، في لحظة تمثل الانهيار النفسي العميق، قبل أن يُنقذ في اللحظة الأخيرة، إلا أن محاولته الثانية لم تكن بعيدة.

    الموقع العبري “واللا” أكد من جانبه أن الانتحارات داخل جيش الاحتلال في تصاعد مستمر:

    17 حالة انتحار في 2023، 21 حالة في 2024، و16 جنديًا انتحروا منذ بداية 2025

    ويحذر كبار الاختصاصيين في الصحة النفسية من أن الظاهرة مرشحة للاتساع، حيث صرّح البروفيسور إيال فروشر، الرئيس السابق لقسم الصحة النفسية في الجيش: “الجنود يشعرون بالعزلة، يفقدون وظائفهم، يعانون من الانفصال الأسري، ولا يتلقون أي دعم فعّال… هذه وصفة لكارثة قريبة”.

    وفيما تكشف الإحصائيات أن أكثر من 100,000 جندي طلبوا مساعدة نفسية، تؤكد الأرقام غير المعلنة أن ما بين 500 إلى 700 شخص ينتحرون سنويًا داخل إسرائيل، في حين يتحدث الجنود عن تأخر في تقديم الرعاية النفسية، وإهمال متعمد من القيادة العسكرية.

    علاوة على ذلك، يشير موقع “شوماريم” العبري إلى أن الغالبية العظمى من الجنود المنتحرين هم من جنود الاحتياط، ممن تعرضوا لأقصى الضغوط النفسية بعد استدعائهم منذ أكتوبر 2023، حيث باتوا الحلقة الأضعف في سلسلة الانهيار النفسي داخل الجيش.

    وحذّر البروفيسور يوسي ليفي بلاز، رئيس مركز أبحاث الانتحار في جامعة روبين، من أن “الجيش لم يشهد بعد أسوأ ما في هذه الموجة“، مؤكدًا أن جنود الاحتياط سيستمرون في الانتحار حتى بعد الحرب، بسبب غياب الدعم، وتجاهل القيادة، وتراكم الشعور بالذنب والإرهاق النفسي.

    وتتوالى الانتحارات الأسبوع تلو الآخر، إذ سُجل خلال الأسبوع الماضي وحده انتحار ثلاثة جنود في قواعد عسكرية متفرقة، بينما سُجلت آلاف الاتصالات إلى خطوط المساعدة النفسية، تُظهر أن 28٪ من المتصلين يعانون من ضائقة نفسية حادة، و32٪ يعانون من وحدة قاتلة، وهي مؤشرات على انهيار نفسي جماعي وشيك داخل الجيش الإسرائيلي.

    النتيجة الحتمية لما يحدث ليست مجرد ظاهرة نفسية بل مؤشر استراتيجي على تصدّع الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وغياب المناعة الاجتماعية والنفسية للجنود، الذين باتوا يتحولون من آلة قتل إلى ضحايا لانهيار ذاتي، في حرب كشفت هشاشة منظومة الاحتلال من الداخل قبل الخارج.

    spot_imgspot_img