المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    نداء عاجل من “مفتي ليبيا” إلى علماء الأمة

    وجّه مفتي ليبيا، الشيخ الدكتور الصادق الغرياني، نداءً قويًا...

    حضرموت على صفيح ساخن.. موجة غضب تُحاصر “المكلا” بالكامل وتنذر بالتصعيد

    تشهد مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، لليوم الرابع على...

    قراءة تحليلية في خطاب الأمين العام لحزب الله، سماحة الشيخ نعيم قاسم

    في خطابٍ وازنٍ، اتسم بالوضوح والجرأة، وضع سماحة الشيخ...

    تفاصيل سادس أقوى زلزال في التأريخ.. “زلزال كامتشاتكا” المدمّر يهزّ روسيا ويثير مخاوف تسونامي عبر المحيط الهادئ

    في فجر يوم الأربعاء، 30 يوليو/تموز 2025، سجّل العالم زلزالًا ضخمًا بلغت قوته 8.8 درجات على مقياس ريختر، ضرب قبالة سواحل شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى شرقي روسيا، ليُصنف كأحد أقوى الزلازل في التاريخ الحديث، والسادس على الإطلاق بحسب السجلات الجيولوجية العالمية.

    وأدى الزلزال إلى وقوع أضرار مادية في المباني والمنشآت، وإصابة عدد من الأشخاص في المناطق القريبة من مركز الزلزال. وبسبب شدته غير المسبوقة، صدرت تحذيرات طارئة في اليابان وهاواي وألاسكا وعدة دول مطلة على المحيط الهادئ، تحسبًا لأمواج تسونامي محتملة، حيث أُمرت بعض المناطق الساحلية بالإخلاء الفوري.

    ويُدرج هذا الزلزال ضمن قائمة أقوى 10 زلازل في العالم منذ بدء الرصد العلمي، إلى جانب زلزال “بيو بيو” في تشيلي عام 2010، وزلزال “فالديفيا” الأسطوري عام 1960 الذي تجاوزت قوته 9.5 درجات.

    اللافت أن منطقة كامتشاتكا شهدت سابقًا زلزالًا عنيفًا مشابهًا في عام 1952 بلغت قوته 9.0 درجات، مما يعكس الطبيعة الزلزالية النشطة والمتكررة في هذه المنطقة الواقعة على “حلقة النار” في المحيط الهادئ.

    ووفقًا للخبراء، فإن زلزال كامتشاتكا الأخير يُصنف كـ“زلزال دفعي ضخم” (Megathrust Earthquake)، ويحدث هذا النوع من الزلازل عند حدود الصفائح التكتونية المتقاربة، حيث تنزلق إحدى الصفائح القشرية للأرض تحت الأخرى بشكل مفاجئ، ما يؤدي إلى تحرير كميات هائلة من الطاقة خلال ثوانٍ معدودة.

    وقع الزلزال بالتحديد على طول خندق كوريل–كامتشاتكا، حيث تغوص صفيحة المحيط الهادئ تحت صفيحة أوخوتسك بعمق يتجاوز 10 آلاف متر. هذا التماس بين الصفائح يُعد من بين أكثر النقاط حساسية ونشاطًا زلزاليًا على الكوكب.

    وأدى الزلزال إلى تسونامي متوسط القوة ضرب السواحل الروسية، كما سُجلت موجاته على شواطئ هاواي وتشيلي وألاسكا، حيث بلغ ارتفاع الموج في بعض المناطق 4 أمتار. ورغم أن هذه الموجات أقل ارتفاعًا من بعض كوارث تسونامي السابقة، فإنها تظل قادرة على إحداث أضرار جسيمة.

    في غضون ساعات من الزلزال الرئيسي، تم تسجيل سلسلة من الهزات الارتدادية بلغت أقواها 6.9 درجات، ما زاد من حالة القلق في المناطق المتأثرة، خاصة مع ضعف البنية التحتية التي أُنهكت بفعل الهزة الأساسية.

    وتتابع السلطات الروسية والهيئات الدولية لمراقبة الزلازل والتسونامي الوضع لحظة بلحظة، وسط استعدادات لاحتمال حدوث موجات إضافية أو هزات ارتدادية جديدة خلال الأيام المقبلة.

    ويؤكد علماء الجيولوجيا أن زلازل من هذا النوع تُعد تذكيرًا مروّعًا بقوة الطبيعة، وبأهمية الاستعداد المستمر للبنى التحتية ووسائل الإنذار المبكر في المناطق الزلزالية النشطة.

    spot_imgspot_img