المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    نداء عاجل من “مفتي ليبيا” إلى علماء الأمة

    وجّه مفتي ليبيا، الشيخ الدكتور الصادق الغرياني، نداءً قويًا...

    حضرموت على صفيح ساخن.. موجة غضب تُحاصر “المكلا” بالكامل وتنذر بالتصعيد

    تشهد مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، لليوم الرابع على...

    قراءة تحليلية في خطاب الأمين العام لحزب الله، سماحة الشيخ نعيم قاسم

    في خطابٍ وازنٍ، اتسم بالوضوح والجرأة، وضع سماحة الشيخ...

    الشيخ نعيم قاسم: لن نقبل أن يكون لبنان ملحقاً لكيان العدو الإسرائيلي ولو اجتمع علينا الكون كله

    أكد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لتدمير لبنان خدمةً للعدو الإسرائيلي، مشيرًا إلى التواطؤ بين الطرفين في مساعيهم لفرض وصاية على لبنان وتفتيت نسيجه الداخلي. ولفت إلى أن الدور الأمريكي لم يكن داعمًا للبنان، بل كان مُعادًٍا، حيث تعمل واشنطن على عرقلة المساعدات الدولية وإفشال جهود الإعمار، بهدف إضعاف الدولة وتحويلها إلى أداة تابعة لمشروع الشرق الأوسط الجديد.

    انتهاك إسرائيل للاتفاق وسعيها للتوسع في لبنان

    أشار الشيخ قاسم إلى أن إسرائيل لم تلتزم بالاتفاقات المبرمة، لا سيما تلك المتعلقة بوقف إطلاق النار في جنوب نهر الليطاني، موضحًا أن التهديدات الإسرائيلية المستمرة تُظهر نيتها بالتوسع في لبنان، على غرار ما يحدث في سوريا. واعتبر أن الوجود الإسرائيلي في “النقاط الخمس” ليس لأغراض تفاوضية، بل كمقدمة لإقامة مستوطنات وفرض هيمنة سياسية وعسكرية على الجنوب اللبناني.

    المقاومة خيار استراتيجي لتحرير الأرض وحماية السيادة

    أكد الشيخ قاسم أن حزب الله يعمل على مسارين متوازيين: مسار المقاومة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، والمسار السياسي لبناء الدولة، دون تفضيل أحدهما على الآخر. وأوضح أن المقاومة نشأت كردة فعل على الاحتلال وسَدّت فراغًا أمنيًا، وحققت تحرير الجنوب عام 2000، وظلت عامودًا رئيسيًا في ردع العدو وحماية لبنان.

    دور المقاومة في دعم الدولة وتحقيق الاستقرار

    أشار قاسم إلى أن المقاومة ساهمت بشكل فعّال في تسهيل انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة، ما يدل على دورها كدعامة أساسية في بناء الدولة، لا ككيان منفصل عنها. وأكد أن الجيش والشعب والمقاومة معًا يشكلون قاعدة المسؤولية الوطنية، وأن قوة كل طرف وتعاونه مع الآخر يُسهم في تحقيق إنجازات وطنية أكبر.

    دحض الربط بين سلاح المقاومة والعدوان الإسرائيلي

    نفى الشيخ قاسم الربط بين استمرار العدوان الإسرائيلي ووجود سلاح المقاومة، مؤكدًا أن السلاح شأن داخلي لبناني بحت، ولا علاقة له بالعدو. وشدد على أن مطالبة بعض الأطراف بتسليم السلاح تُعادل مطالبة بتسليمه لإسرائيل، معتبرًا أن هذا المطلب يخدم أجندة أمريكية إسرائيلية لإفراغ لبنان من قدرته الدفاعية.

    صمود المقاومة وحضورها الشعبي والسياسي

    أوضح قاسم أن محاولات الترويج لضعف حزب الله بعد معركة “أولي البأس” باءت بالفشل، حيث أظهر الحزب حضورًا سياسيًا وشعبيًا قويًا من خلال الانتخابات البلدية، والتظاهرات المليونية، وتشييع القادة الشهداء. وأكد أن المقاومة تمتلك تأثيرًا واسعًا في المجالات السياسية والاجتماعية والصحية والإغاثية، ما يعكس عمق جذورها الشعبية.

    رفض أي تنازل عن السيادة أو التنازل للعدو

    أكد الشيخ قاسم أن المقاومة لن تقبل بأي حال من الأحوال أن يصبح لبنان تابعًا أو ملحقًا بإسرائيل، مشددًا على أن الخيار المقاوم هو خيار لا رجعة فيه. وقال: “ولو قُتِلنا جميعًا لن تستطيع إسرائيل أن تهزمنا”، مؤكدًا التمسك بالحق في تحرير الأرض وحماية الدماء، مستلهمًا مدرسة الإمام الحسين (ع) التي ترفض الذل والخضوع.

    واجبات الدولة: وقف العدوان والإعمار

    أشار قاسم إلى أن الدولة اللبنانية مطالبة بواجبين أساسيين: أولًا وقف العدوان الإسرائيلي بكل الوسائل المتاحة، وثانيًا تنفيذ خطة شاملة للإعمار. وانتقد غياب الدعم الأمريكي، مطالبًا الدولة بالبحث عن طرق بديلة لتمويل الإعمار، معتبرًا أن من غير المقبول أن يُطلب من المواطنين التخلي عن سلاحهم في ظل استمرار العدوان.

    تكريم الشهيد القائد السيد فؤاد شكر (السيد محسن)

    خصص الشيخ قاسم جزءًا من كلمته لتأبين الشهيد القائد السيد فؤاد شكر، مؤسس الوحدة العسكرية في حزب الله، ووصفه بأنه من الرعيل الأول في تأسيس الحزب، وكان اليد العسكرية للسيد حسن نصر الله في مواجهات 1993 و1996. وتحدث عن دوره في تحرير الجنوب، وتخطيطه للعمليات الاستشهادية، وإدارته لملف تبادل الأسرى، وقيادته المستمرة في غرفة العمليات خلال حرب 2006.

    التضامن مع الشعب الفلسطيني وشهداء المقاومة

    نعى الشيخ قاسم استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، اسماعيل هنية، معتبرًا إياه شهادة في مسار المقاومة الفلسطينية الرائدة. وحيا صمود أهل غزة في مواجهة “الإجرام الوحشي” الذي يرتكبه الاحتلال بدعم أمريكي كامل. وسأل عن صمت المنظمات الدولية، داعيًا إلى تحويل البيانات إلى ضمانات فعلية لوقف العدوان.

    تحية للمناضل جورج عبد الله المحرر

    اختتم الشيخ قاسم كلمته بتحية خاصة للمناضل جورج عبد الله، الذي أمضى 41 عامًا في السجون الفرنسية، معتبرًا إياه رمزًا من رموز المقاومة العربية، وجزءًا لا يتجزأ من مسيرة النضال من أجل تحرير فلسطين.

    spot_imgspot_img