المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    الإعلام الغربي يفضح أدواته… متأخرًا!

    تناقضات الإعلام الغربي تكشف الكثير من مخططاته ونواياه، خاصة...

    غيلان باريه.. وباء جديد يفتك بأطفال غزة وسط حصار وتجويع وصمت دولي

    في ظلّ العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، والانهيار...

    أحمد عفاش كورقة من أوراق العدو!

    أصدرت المحكمة العسكرية المركزية حكمها في القضية رقم 27...

    نشرة بريطانية: اليمن يكشف هشاشة الردع الغربي ويعيد صياغة معادلة القوة البحرية في المنطقة

    نشرت Lloyd’s List، إحدى أقدم وأعرق النشرات البريطانية المتخصصة في الشؤون البحرية والنقل العالمي، تقريراً مفصلاً تحت عنوان “رهائن الثروة”، رصدت فيه ما وصفته بـ“التبدل العميق في موازين الردع” في البحر الأحمر وخليج عدن، نتيجة التصعيد اليمني النوعي في مواجهة السفن المرتبطة بـ“إسرائيل“.

    وأكّدت النشرة أن صنعاء باتت اليوم لاعبًا استراتيجياً لا يمكن تجاهله، ليس فقط عبر العمل العسكري البحري، بل من خلال إدارة متكاملة للصراع، تستخدم أدوات السياسة والإعلام والوعي الجمعي، إلى جانب القوة المسلحة.

    وأبرز التقرير عمليتي استهداف سفينتي Magic Seas و Eternity C، التي نُفذت بوسائل غير تقليدية، عبر زوارق صغيرة وقوات بحرية خاصة، بعيداً عن التكتيكات اليمنية المعهودة باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة، وهو ما اعتبره خبراء الشحن البحري “دليلاً على نضج عسكري وتحول في عقيدة الاشتباك اليمنية”.

    وأشار التقرير إلى أن القوات اليمنية بدأت بتوسيع نطاق الاستهداف ليشمل أي سفينة تتعامل مع الكيان الصهيوني، بغض النظر عن جنسيتها، في ما وصفه بأنه “تصعيد نوعي في قواعد الاشتباك البحرية”، ألحق ارتباكاً بالغاً بأسواق الملاحة العالمية ودوائر التأمين البحري.

    وبعيداً عن ساحة الاشتباك البحري، شدّد التقرير على أن صنعاء تُدير معركتها عبر أدوات الإعلام السياسي، حيث ظهرت مقاطع لطواقم السفن المستهدفة وهي تخضع لاحتجاز مؤقت، في مشاهد صُممت ـ على ما يبدو ـ لإيصال رسائل رمزية تُعيد تأطير الصراع في سياقه الفلسطيني، وتربط الممارسات البحرية اليمنية بدعم مباشر للقضية الفلسطينية، وبخاصة سكان غزة المحاصرين.

    وبلهجة ناقدة غير معهودة، تساءل التقرير: “أين الردع الغربي؟”، مشيراً إلى فشل واضح للقوات الأمريكية والبريطانية في إحباط الهجمات أو التصدي الفوري لها، على الرغم من مرور أكثر من عام ونصف على بدء المواجهة البحرية.

    كما نوه التقرير بأن خفض نفقات الحماية الأمنية للسفن من قبل الشركات المالكة، لعب دوراً محورياً في جعلها أهدافاً سهلة في مياه باتت معقدة ومشحونة بالتوتر الجيوسياسي، فيما تحوّلت بعض الممرات إلى “شِراك مفتوحة” في وجه السفن العابرة.

    ومن النتائج المباشرة للردع اليمني، بحسب Lloyd’s List، تعطيل شبه كلي لميناء إيلات الإسرائيلي، وهو أحد أهم المنافذ الاقتصادية والتجارية لدولة الاحتلال. فشل إسرائيل في تحييد التهديدات القادمة من البحر، أدّى إلى حالة من الشلل في الإمدادات البحرية، أثّرت على قطاعات واسعة من تجارتها وصناعاتها.

    يختتم التقرير بسؤال لافت: “في حين تواصل القوى الغربية دعم الاحتلال الإسرائيلي سياسيًا وعسكريًا، من الذي يملك التأثير الحقيقي؟ من الذي يعيد رسم حدود المعركة وساحات الردع؟”

    وهو سؤال يعكس ـ وفق مراقبين ـ تغيراً في زاوية النظر الغربية إلى الصراع، حيث تحوّلت صنعاء من قوة هامشية إلى لاعب ميداني فاعل، يُعيد حسابات كبرى العواصم، ويفرض مقاربة مختلفة للقضية الفلسطينية، ليست قائمة على الدبلوماسية فقط، بل على تحرك ميداني عابر للجغرافيا.

    spot_imgspot_img