أعربت الحكومة الفلبينية عن امتنانها للسلطات في صنعاء لما أبدته من “رعاية واهتمام وتعامل إنساني محترف” تجاه طاقم السفينة “إتيرنيتي سي”، التي تم احتجازها في عملية نوعية نفذتها القوات المسلحة اليمنية بعد عودتها من موانئ تابعة للاحتلال الإسرائيلي.
وفي تصريح نقله موقع ABS-CBN News الفلبيني، قال إدواردو دي فيغا، وكيل وزارة شؤون العمال المهاجرين: “طاقم السفينة، ومعظمهم فلبينيون، باتوا في صنعاء، ما يُسهّل على القنصل الفخري الترتيب للقاء مباشر معهم في أقرب وقت”.
وأشار إلى أن السلطات اليمنية كانت واضحة منذ البداية في ربط عمليتها بالسياق الأوسع لـ”الدعم المتواصل لغزة ورفض التعامل مع الاحتلال”.
وأضاف دي فيغا أن بلاده، إلى جانب الأسرة الدولية، كانت وما تزال تطالب بوقف فوري للأعمال العدائية في قطاع غزة، مشددًا على أن النزاع لا يمكن أن يُحلّ إلا عبر المسار السياسي.
وتابع:”ما يحدث في البحر الأحمر بات مرتبطًا بشكل مباشر بالكارثة الإنسانية في غزة… وقد عبّر اليمنيون عن هذا الارتباط بوضوح”. وأكد أن مانيلا تتابع عن كثب أوضاع رعاياها في المناطق المتأثرة بالنزاع، مشيرًا إلى أن الحفاظ على حياة الطواقم البحرية يمثل أولوية وطنية.
العملية التي استهدفت السفينة “إتيرنيتي سي” مثلت تحولًا لافتًا في تكتيكات الردع التي تتبعها صنعاء، والتي باتت لا تقتصر على الضربات الصاروخية والمسيّرات، بل تمتد إلى تنفيذ عمليات احتجاز دقيقة ومباشرة تنقل رسائل سياسية وإنسانية للعالم.
وفي ظل صمت العديد من القوى البحرية الكبرى، أبرزت الحادثة – بحسب مراقبين – تفوقًا لافتًا في الانضباط الميداني والتعامل القانوني مع الطواقم، ما زاد من الحرج الدولي على خلفية التجاهل الغربي المستمر لمأساة غزة.
الاحتفاء الفلبيني بسلامة الطاقم يعكس جانبًا من الصورة التي تحاول صنعاء إيصالها للعالم: أن المعركة في البحر ليست موجهة ضد الأبرياء أو البحّارة، بل ضد المنظومات الاقتصادية المرتبطة بتمويل العدوان على الشعب الفلسطيني.
ولعلّ هذا الموقف النادر من دولة غير عربية، يؤكد أن الرسائل البحرية اليمنية تخترق الصمت الدولي، وتضع الاحتلال أمام مشهد تتآكل فيه أدوات الردع التقليدية أمام مقاومة توظف البحر والإعلام والإنسان معًا، في معركة لا تزال تتسع.