أكد الخبير العسكري اللبناني، العقيد أكرم كمال سيروي، أن القوات المسلحة اليمنية وإن لم تغرق حاملة طائرات أمريكية، فإنها حققت نتائج استراتيجية لا تقل أهمية عن ذلك.
مهمة بحرية غربية انتهت بالإخفاق
وأوضح أن المهمة التي جاءت من أجلها القوات البحرية الأمريكية والبريطانية والألمانية في البحر الأحمر لم تُنجز، ما أدى إلى سحب حاملات الطائرات، في ظل اعتراف أمريكي صريح بفشل المهمة.
وأشار العقيد إلى أن الولايات المتحدة أقرت بإسقاط ثلاث طائرات وفقدان عسكريين، وهو ما يعكس حجم الفشل الذي مُنيت به أقوى بحرية في العالم في مواجهة القدرات اليمنية المتقدمة في استخدام الصواريخ والمسيرات.
اليمن يعيد رسم معادلات القوة البحرية
وشدد العقيد سيروي على أن ما حققته القوات اليمنية يعد تحولًا كبيرًا في ميزان القوى البحرية، لا سيما أن واشنطن باتت تبحث عن وسائل لاستعادة هيبة قواتها البحرية، وعن حلول لمواجهة التهديدات المتزايدة من الصواريخ والمسيرات اليمنية.
واعتبر أن فشل القوات الأمريكية في تحقيق مهمتها يعني بشكل مباشر أن القدرات الإسرائيلية، التي هي أقل تطورًا من نظيرتها الأمريكية، أعجز من أن تواجه هذا التحدي. وبالتالي، فإن اليمن سجل نجاحًا على عدة مستويات عسكرية واستراتيجية.
الحصار البحري اليمني يخنق موانئ إسرائيل
وفي سياق متصل، أشار العقيد سيروي إلى أن القوات اليمنية تمكنت من فرض حصار فعلي على الموانئ الإسرائيلية، وخاصة مرفأ إيلات، الذي أصدر القضاء الإسرائيلي قرارًا بوقف عمل الشركة المشغلة له نتيجة الأوضاع الأمنية والمالية.
وأوضح أن هناك خسائر اقتصادية فادحة طالت الشركات التي تدير الموانئ، حيث أصبحت غير قادرة على سداد ديونها، ما يعكس فعالية الضغط الذي فرضته العمليات اليمنية.
تداعيات اقتصادية عميقة على إسرائيل
كشف العقيد سيروي أن تأثير الحصار اليمني امتد إلى قطاعات أوسع، حيث ارتفعت تكاليف التأمين على السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية بشكل غير مسبوق، مما أرهق الشركات التجارية وأدى إلى رفض العديد منها التعامل مع إسرائيل.
وأضاف أن تأثير الحصار لم يقتصر على الملاحة البحرية، بل طال أيضًا قطاع الطيران، حيث تواصل بعض شركات الطيران رفض تسيير رحلات إلى المطارات الإسرائيلية، نتيجة للوضع الأمني الهش الذي فرضته العمليات اليمنية.
الخلاصة: إخفاق بحري غربي وتفوق يمني متصاعد
خلص العقيد سيروي إلى أن النجاح اليمني في معركة البحر الأحمر لا يقتصر على الجبهة العسكرية، بل يمتد إلى البعد الاقتصادي والاستراتيجي، في ظل عجز غربي عن مواجهة واقع جديد ترسمه صنعاء بقدراتها البحرية والجوية.
وأكد أن إسرائيل اليوم تعاني من خناق متزايد، وأن الحرب كلما طالت، ازدادت خسائرها يومًا بعد يوم، في مشهد يعكس التحول الكبير في قواعد الاشتباك في المنطقة.