المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    ًلا فرق بين الأشد عداوة والأشد كفراً ونفاقاً

    لم يعد الحديث عن العداء اليهودي والأعرابي تجاه الإسلام...

    رسالة عاجلة إلى حكام العالم الإسلامي والعربي

    بسم الله الرحمن الرحيم. انعقد في مدينة نيويورك وفي مقر...

    سلاحُ المقاومة ليس ترفًا بل ضرورةٌ وجودية

    بين دعوات نزع السلاح ودروس الجغرافيا الدامية: مقاومةُ لبنان...

    درس من التاريخ… لماذا تخلى الكيان عن سيناء لمصر؟

    سيناء المصرية وقعت تحت الاحتلال الصهيوني في نكسة يونيو...

    لاعب برشلونة يهاجم يامال: لا يصنع الفارق.. وتصرفاته ستنهي مسيرته

    حذر جيفرين سواريز لاعب برشلونة السابق، من تصرفات الشاب...

    تقرير استقصائي: “تحايل بحري”.. كيف يستخدم الاحتلال الإسرائيلي الموانئ المصرية لكسر الحصار اليمني؟

    تكشف الأدلة المتزايدة عن استخدام الاحتلال الإسرائيلي لطريقة “الترانزيت البحري” عبر موانئ دول مجاورة، وعلى رأسها مصر، كوسيلة للتحايل على الحصار البحري المفروض من جماعة الحوثي في البحر الأحمر.

    موانئ مصر كنقطة عبور رئيسية

    يعرض هذا التحقيق أدلة ميدانية وحركة ملاحية تثبت تزايد اعتماد “كيان العدو” على الموانئ المصرية، وخاصة دمياط والإسكندرية والعريش، كنقاط عبور يتم من خلالها استلام شحنات من آسيا، وإعادة توجيهها إلى موانئ الأراضي الفلسطينية المحتلة مثل حيفا وأشدود.

    شحنات مغيّبة المصدر عبر التحايل على الوثائق

    تُستخدم حيل متعددة لإخفاء المصدر الأصلي للبضائع، من أبرزها:

    استبدال بوالص الشحن لتبدو الشحنات قادمة إلى مصر بدلًا من إسرائيل.

    تغيير السفن الناقلة داخل الموانئ المصرية قبل إعادة تصديرها.

    إيقاف أنظمة تتبع AIS أثناء عبور البحر الأحمر، لتجنب الرصد الإلكتروني.

    دعم من شركات شحن دولية

    بحسب تقرير لصحيفة غلوبز الإسرائيلية في مايو 2025، تقوم شركات مثل W Ships، وشركات شحن صينية، بتفعيل هذا النمط بشكل صريح، عبر استخدام الموانئ المصرية كمحطة وسيطة.

    حركة ملاحية مكثفة خلال يونيو ويوليو 2025

    أظهر تحليل لحركة 15 سفينة خلال شهري يونيو ويوليو عبر منصات رصد مثل MarineTraffic وVesselFinder، النتائج التالية:

    ميناء أشدود استقبل:

    32 رحلة لسفينة Zayan K من موانئ مصرية.

    38 رحلة لسفينة Vazliko.

    8 رحلات لسفينة Amesi Anik محملة بـ 40 ألف طن.

    31 رسوة لسفينة Shira E من ميناء العريش.

    ميناء حيفا استقبل:

    23 رحلة لسفينة Nova Coralia من مصر.

    51 رحلة لسفينة Halo، منها 8 رحلات في يوليو وحده.

    وتشير البيانات إلى وجود سفينتين على الأقل يوميًا تبحران من مصر إلى موانئ الاحتلال.

    البعد الجغرافي الاستراتيجي

    تشكل الموانئ المصرية خيارًا مثاليًا من الناحية الجغرافية:

    المسافة بين العريش وأشدود: 250 كم (9 ساعات إبحار).

    المسافة بين بورسعيد وحيفا: 360 كم (11 ساعة إبحار).

    قفزة في حجم التبادل التجاري

    تشير البيانات الرسمية المصرية إلى:
    زيادة بنسبة 50% في التبادل التجاري مع الكيان الإسرائيلي في عام 2024 مقارنة بـ2023.

    زيادة إضافية بنسبة 63% خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2025 مقارنة بالفترة نفسها من 2024.

    التجارة البحرية تكسر الحصار اليمني

    رغم تضاؤل حركة السفن المباشرة من آسيا إلى الاحتلال، فإن “حيلة الترانزيت المصري” أبقت التبادل التجاري في مستوياته الطبيعية، مدعومة بسفن تنقل:
    بضائع عامة
    إمدادات غذائية

    وغالبًا ما تتجنب هذه السفن الكشف عن طبيعة الشحن، مما يعزز فرضية وجود شحنات حساسة أو مزدوجة الاستخدام.

    مصر ثاني أكبر مصدر للسلع خلال حرب غزة

    كشفت تقارير سابقة أن مصر جاءت في المرتبة الثانية بعد الإمارات من حيث عدد فئات المنتجات المصدّرة إلى الأراضي المحتلة خلال حرب غزة، ما يطرح تساؤلات عن مدى التزام السياسات المصرية بالمواقف الرسمية المعلنة.

    ختام: بين الحيلة والخذلان

    لم يكن “العدو الصهيوني” أكثر دهاءً من قدرته على التحايل، بل كان بعض الأشقاء أقل وعيًا بخطورته، حين سهلوا له طرق الإمداد. وبينما تتغنّى بعض الأنظمة بالتوازن، تبدو ثقافة الإعداد قد تحولت إلى خيانة في الإمداد، مما يستدعي مراجعة المواقف والسياسات، خاصة في ظل الحرب القائمة و”الحظر اليمني” المفروض.

    spot_imgspot_img