كشف تقرير نشره موقع “إنديان ديفينس ريفيو” المتخصص في الشؤون العسكرية، أن مهمة حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس هاري إس ترومان” في البحر الأحمر تحوّلت من “عرضٍ للقوة إلى فضيحة عسكرية وإهانة استراتيجية”، مؤكداً أن المهمة كشفت حدود الهيمنة الأمريكية وتراجع قدرتها على فرض السيطرة في الممرات البحرية.
وأوضح التقرير أن الحاملة التي أُرسلت لإبراز قوة واشنطن في المنطقة، واجهت أعطالًا فنية كبيرة وسقوطًا متكرّرًا للطائرات داخلها، ما عرقل قدرتها على أداء مهامها الموكلة إليها، وأجبر البنتاغون على فتح تحقيق موسّع في أداء حاملات الطائرات الأمريكية، في ظل تزايد التساؤلات عن جدوى هذه الترسانات في الصراعات غير التقليدية.
وذكر التقرير أن قوات صنعاء، وعلى الرغم من الوجود العسكري الأمريكي المكثف، حافظت على زمام المبادرة، وواصلت فرض تأثيرها المباشر على حركة الملاحة الدولية، لا سيما في مضيق باب المندب، مستفيدة من عمليات نوعية نفذتها باستخدام المسيّرات والصواريخ.
وأكد الموقع أن هذه الهجمات أجبرت العديد من السفن التجارية على تغيير مساراتها نحو رأس الرجاء الصالح، في دلالة واضحة على عجز الردع الأمريكي، وفشل الاستراتيجيات التقليدية أمام تهديدات غير تقليدية ومتحركة.
واعتبر التقرير أن عودة “ترومان” إلى قاعدتها بهذا الشكل “المهزوز” شكّلت لحظة رمزية لانهيار صورة القوة الأمريكية البحرية، مضيفًا: “لقد بات واضحًا للعالم أن الولايات المتحدة لم تعد قادرة على فرض إرادتها في البحار كما كانت تدّعي، وأن عصر استعراض القوة قد تهاوى أمام الإرادة الصلبة لقوى المقاومة في المنطقة”.
وختم الموقع تقريره بالتأكيد على أن التقنية وحدها لم تعد تصنع الهيبة، ولا تضمن السيطرة، مشيرًا إلى أن قوى المقاومة في الشرق الأوسط فرضت قواعد اشتباك جديدة، أربكت الخطط العسكرية الأمريكية، وأجبرتها على الانسحاب دون تحقيق أهدافها.