الكثير ينامون أقل من سبع ساعات يوميًا باستمرار وهذا لا يعني الشعور بالخمول في صباح اليوم التالي فحسب، بل يُشكل تهديدًا خطيرًا لصحة دماغك.
فقد ثبت علميًا أن نقص النوم المزمن قد يؤثر على الذاكرة، ويضعف التركيز، ويبطئ عملية اتخاذ القرارات، كما يعرضك لخطر الإصابة باضطرابات عصبية تنكسية، فقد تعتقد أنه يمكنك النوم لمدة خمس أو ست ساعات يوميًا دون مشاكل، لكنك مخطئ
حيث يُعدّ النوم أقل من ذلك، مع مرور الوقت، حرمانًا من النوم. وستلاحظ على المدى القريب والبعيد التالي:
1. ضعف الذاكرة والتعلم
أثناء النوم، تتحول الذكريات قصيرة المدى إلى ذكريات طويلة المدى. يُعزز الدماغ الروابط العصبية أثناء النوم العميق، وخاصةً نوم حركة العين السريعة (REM)، الذي يُساعد على التعلم والذاكرة.
أثناء النوم، يُرتب الدماغ الذكريات، ويتخلص من السموم، ويجدد نفسه استعدادًا لليوم التالي. تبدأ هذه العمليات الحيوية بالانهيار عندما لا تُمنح الراحة الكافية.
2. انخفاض التركيز والانتباه
يُعدّ قصر فترة الانتباه أحد أكثر آثار قلة النوم شيوعًا، وتتأثر أجزاء الدماغ بشدة بقلة النوم، وهي القشرة الجبهية الأمامية، المسئولة عن السلوكيات المعرفية المعقدة، مثل اتخاذ القرارات، بالإضافة إلى مستوى التركيز.
3. عدم الاستقرار العاطفي
لا يؤثر الحرمان من النوم على وظائف الدماغ فحسب، بل يؤثر أيضًا على مشاعرك، فقلة النوم تتضخم في اللوزة الدماغية، وهي جزء الفص الصدغي الأوسط من الجهاز الحوفي، وهي المركز المسؤول عن تنظيم الانفعالات في القشرة الجبهية الدماغية، والتفكير العقلاني في القشرة الجبهية. ويؤدي هذا الخلل إلى ردود فعل عاطفية مبالغ فيها، وتقلبات مزاجية، وتوتر.
4. زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق
ارتبط قلة النوم ارتباطًا مباشرًا بتطور الاضطرابات النفسية وشدتها، بما في ذلك الاكتئاب والقلق، يؤثر قلة النوم على توازن السيروتونين والدوبامين، وهما ناقلان عصبيان أساسيان يشاركان في آليات التحكم في المزاج.
5. ردود الفعل المعرفية البطيئة وضعف اتخاذ القرارات
يُقلل نقص النوم من سرعة وظائف الدماغ، ووفقًا لدراسة أُجريت في كلية الطب بجامعة هارفارد، فإن الأفراد المحرومين من النوم يُحققون نتائج ضعيفة في الاختبارات الإدراكية مقارنةً بشخص تبلغ نسبة الكحول في دمه 0.08%، هذا يعني أن قلة النوم تُعادل، حرفيًا، التسمم الكحولي من الناحية النفسية.