تشهد محافظة عدن في جنوب اليمن تصاعدًا حادًا في التوترات الأمنية مع اندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات العمالقة بقيادة حمدي شكري وقوات تابعة للقائد السابق للواء التاسع صاعقة فاروق الكعلولي في منطقة رأس عمران بمديرية البريقة.
ووفقًا لمصادر محلية، فقد تلت هذه الاشتباكات اقتحام قوات شكري لمنزل القيادي الكعلولي في منطقة الصبيحة، وهو ما يعكس تناحرًا واسعًا بين الفصائل الموالية للتحالف السعودي الإماراتي ويكشف هشاشة المشهد الأمني في الجنوب.
في المكلا مركز محافظة حضرموت، تصاعدت الاحتجاجات الشعبية ضد الحكومة الموالية للتحالف بسبب تدهور الأوضاع المعيشية وتجاهل معاناة المواطنين. ,أغلق المحتجون شارعًا رئيسيًا احتجاجًا على الفشل الحكومي في توفير الحد الأدنى من الخدمات، في مؤشر واضح على استمرار الغضب الشعبي وتزايد الاحتقان الاجتماعي في مناطق سيطرة التحالف.
وقالت مصادر إعلامية إن قوات أمنية وعسكرية من المرتزقة أطلقت النار على مظاهرة سلمية وفضت تجمع معتصمين سلميين أقيم في تريم احتجاجاً على تدهور الأوضاع المعيشية والخدمية، في تصعيد خطير يعكس تردي الوضع الأمني والاجتماعي في محافظة حضرموت.
على جبهة التوترات القبلية، أعلنت قبائل نهد في مديرية وادي العين إغلاق الطريق الرئيسي أمام أبناء عبيدة في مأرب، احتجاجًا على استمرار اختطاف محسن بن حسين العطاس لأكثر من عامين. واعتبر البيان الصادر عن القبائل أن هذا الإجراء جاء بعد انتهاء المهلة الممنوحة لإطلاق سراح المختطف، مما يعكس عمق الأزمة وغياب أي تحرك فعّال من الفصائل الموالية للتحالف السعودي الإماراتي لاحتواء هذه التوترات.
وفي تعز، خرج أبناء المدينة في تظاهرات حاشدة للتنديد بانهيار الأوضاع المعيشية وتحميل المجلس الرئاسي وحكومة “بن بريك” الموالية للتحالف مسؤولية الأزمة الاقتصادية. وتبرز هذه الاحتجاجات الشعبية في تعز كجزء من موجة غاضبة تجتاح مختلف المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف، وتعكس تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في الجنوب اليمني.
تشكل هذه التطورات صورة مقلقة للوضع في الجنوب اليمني حيث تتقاطع الأزمات الأمنية والسياسية والاجتماعية في ظل غياب الحلول الفعلية من قبل الفصائل الموالية للتحالف السعودي الإماراتي، مما يزيد من معاناة المدنيين ويهدد استقرار المنطقة بشكل متزايد.