أطلقت شركة “أوبن إيه آي” نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد “شات GPT5″ بعد تشويق دام عدة أشهر، حيث أعلنت الشركة عن تقدم ملحوظ في قدرات النموذج الذي اقترب من مستوى ذكاء حملة الدكتوراه، متفوقاً على الإصدارات السابقة في البرمجة، التفكير المنطقي، وحل المشكلات المعقدة، مع تقليل ملحوظ في معدل “الهلوسة” أو الأخطاء الوهمية.
وأكدت الشركة في بيانها الرسمي أن “شات GPT5” يمثل طفرة نوعية في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يعزز دقة الاستجابات ويوسع نطاق قدراته العملية. وقد أشاد عدد من الخبراء، مثل إيثان موليك من كلية وارتون، باعتباره أحد أفضل نماذج الذكاء الاصطناعي المتاحة حالياً.
ورغم ذلك، لم تخلو التجربة من انتقادات ملحوظة. فقد لاحظ المستخدمون مجموعة من الأخطاء، أبرزها عجز النموذج عن عد الحروف بشكل صحيح في كلمات تتكرر فيها أحرف معينة، وهو أمر اعتبروه تقليداً لنفس عيوب الإصدارات السابقة. لكن، عند مطالبة النموذج بالتفكير بشكل أعمق، تمكن من تصحيح هذه الأخطاء، مما يلمح إلى وجود فرق بين النسخة العادية “شات GPT 5” ونسخة “برو” التي تظهر دقة أعلى.
واجهت الشركة موجة من الغضب بين المستخدمين نتيجة فقدان القدرة على اختيار النموذج الذي يرغبون في استخدامه للإجابة على استفساراتهم، وهو أمر اعتبره كثيرون تقليصاً لحرية المستخدم وتحكماً أكثر مركزياً. ورداً على ذلك، أوضح سام ألتمان، المدير التنفيذي لشركة “أوبن إيه آي”، أن مشكلة التبديل بين النماذج كانت عطل فني في الأيام الأولى وتمت معالجتها، مشيراً إلى أن الشركة تسعى لتطوير حلول مبتكرة لمعالجة هذه الشكاوى.
على الصعيد الأكاديمي، اتسمت ردود الفعل بالتباين أيضاً. ففي حين أشاد بعض الخبراء بمستوى الأداء والتقنيات المتطورة التي يتضمنها النموذج، عبروا آخرون عن خيبة أملهم، معتبرين أن التحديثات “لم ترتقِ إلى التوقعات الكبيرة” التي سبقت الإطلاق. على سبيل المثال، نوح جيانسيراكوزا، أستاذ الرياضيات في جامعة بنتلي، وصف الإطلاق بأنه “مخيب للآمال” مع اعترافه ببعض التحسينات الطفيفة.