المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    اليمن.. ضمير الأُمَّــة ووفاؤها لغزة

    لم يكن موقف اليمن تجاه غزة مُجَـرّد ردّة فعلٍ...

    هل تلقى دبي مصير إيلات؟

    يتحدث مرتزقة اليمن عن جولة جديدة من الصراع المسلح...

    “يوتيوب” تمنح منشئي محتوى محظورين “فرصة ثانية”

    أطلقت منصة "يوتيوب" برنامج "فرصة ثانية" لمنح بعض منشئي...

    Lenovo تتحدى سامسونغ وآبل بحاسبها الجديد

    أعلنت Lenovo عن حاسبها اللوحي الجديد الذي سينافس بمواصفاته...

    تحذير عاجل من مايكروسوفت.. نهاية دعم “ويندوز 10” تهدد ملايين المستخدمين

    حذرت مايكروسوفت المستخدمين حول العالم من خطر متزايد للتعرض...

    سوبرمان جيمز غان: عندما يتحول بطل أمريكي إلى رمز مقاومة فلسطينية

    عقب طرح فيلم “سوبرمان” الجديد لصانع السينما جيمز غان في صالات العرض حول العالم، اندلعت نقاشات محتدمة على منصات التواصل الاجتماعي حول رسائله السياسية المثيرة للجدل، إذ قارن جمهور واسع بين عناصر الفيلم الدرامية وهجوم “العدو الإسرائيلي” على الأراضي المحتلة وغزة، متسائلين بدهشة كيف لشركة ضخمة مثل وارنر براذرز أن تتبنى موقفًا كهذا في إنتاج سينمائي ضخم.

    لطالما كان “سوبرمان” رمزًا خالدًا للعدالة والتعاطف الأمريكي، إلا أنه في هذا العمل تحول إلى مهاجر ينحاز بقلبه وقوته لشعب مقهور تحت نير دولة جبارة تحظى بدعم الولايات المتحدة، في إشارة جلية إلى “إسرائيل“، مما أثار دهشة قطاع واسع من المشاهدين وفتح سجالات فكرية عميقة أثبتت سلطان السينما في طرح القضايا الاجتماعية والسياسية وانتقادها من خلال أدوات الفن السابع.

    لم يكن صدى الفيلم بعيدًا عن ساحات التواصل الاجتماعي التي شهدت تحليلات وقراءات متباينة، حيث أفصح المؤثر اليساري حسن بايكر في شريط مصور عن اعتقاده الواضح بأن “مرمى الفيلم هو إسرائيل وفلسطين”، بينما رصد منشور على منصة إكس تفاعلًا واسعًا حول تأكيد موقف الفيلم المناهض لإسرائيل ومؤيد للقضية الفلسطينية.

    يصعب إنكار أن الفيلم يتخذ موقفًا معارضًا للكيان الإسرائيلي دون مواربة، واصفين إياه بـ “المنعطف الثقافي الفارق”، مع تماثلات صارخة بين دول بورافيا وجرهانبور الخياليتين وبين “إسرائيل” وفلسطين، حيث اعتبر كثيرون الخطاب المؤيد للفلسطينيين في الفيلم دليلًا واضحًا على موقف الاستوديو العملاق.

    أثار “سوبرمان” دهشة جماهير غفيرة بجرأته على مواجهة سياسات واشنطن الأحادية في الشرق الأوسط، خاصة دعمها غير المشروط لـ”للعدو الإسرائيلي” رغم اتهامات بارتكاب جرائم حرب، مما جعله أكثر من مجرد فيلم عن بطل خارق بل ضربة ثقافية جريئة ستظل محور نقاش طويل في أروقة الفكر والثقافة.

    تدور القصة حول صراع بين بورافيا كدولة غاشمة معتدية وجرهانبور دولة ضعيفة يعاني سكانها من التهميش والتمييز، وهو تصوير يستحيل تفسيره عشوائيًا دون الربط بمأساة فلسطين وحرب غزة، فيما أثار انحياز سوبرمان للإنسانية أسئلة أخلاقية معقدة انتقدها معارضو الفيلم بتهمة “الصحوة” أو تسييس السينما، لكن شخصية سوبرمان ظلت رمزًا للطيبة وحماية الأبرياء.

    رغم غموض الإشارات المباشرة إلى “العدو الإسرائيلي” وفلسطين في الفيلم، تفتح استعارة بورافيا الباب لتفسيرات متعددة، إلا أن تصريح جيمز غان بأن أحداث الفيلم خيالية ولا تعبر عن الواقع السياسي بدقة يعكس محاولة للابتعاد عن الاستقطاب، رغم أن العلاقة بين دكتاتور بورافيا الذي يحمل ملامح نتنياهو والدعم الأمريكي للمعتدين تستحق وقفة تأمل عميقة، خصوصًا مع تصوير ليكس لوثر الملياردير المستبد كرمز للرأسمالي القاسي الذي يمد يد الدعم للدولة المعتدية، في توازي واضح مع السياسات الأمريكية في المنطقة، ما يجعل الفيلم مرآةً لواقع السياسة الخارجية الأمريكية الراهنة.

    لقد تجاوز الفيلم الخطوط الحمراء التي كانت تمنع في السابق تجسيد “العدو الإسرائيلي” كدولة معتدية في السينما الأمريكية، ما يعكس تغير الموازين الثقافية والسياسية، كما أثار ردود فعل غاضبة من جهات محافظة مؤيدة لـ“الاحتلال الإسرائيلي”. وبتصوير ليكس لوثر الملياردير المستبد مستوحى من دونالد ترامب، يسلط الفيلم الضوء على تحالف المال والسياسة في خدمة مصالح شخصية ومآرب متوحشة، مشيرًا إلى التشابهات بين مواجهة بورافيا وجرهانبور وهجوم روسيا على أوكرانيا، مع إشارات واضحة إلى العدوان الأمريكي في الشرق الأوسط.

    من منظور سردي، يظهر سوبرمان كمهاجر غير شرعي يتعرض للخيانة من وطنه، الولايات المتحدة، التي تسلمه للسجن في تواطؤ مع أعدائه، بينما تواصل دعمها للدولة المعتدية، ما يجعل الأبطال الخارقين وحدهم في موقع الإنقاذ، ويطرح الفيلم نقدًا حادًا لصورة “إسرائيل” المثالية والهشة للولايات المتحدة التي تتحكم بها مصالح نافذة، في حين يقدم الفيلم رسالة واضحة بأن العودة إلى الصورة المزيفة لـ“للعدو الإسرائيلي” لم تعد ممكنة بعد انكشاف العنف والإبادة في غزة، حيث يقدم العمل وثيقة ثقافية تعزز الوعي الحقيقي حول القضية الفلسطينية.

    spot_imgspot_img