المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    عدن تغرق في أزماتها.. أزمة مياه خانقة واحتجاجات قضائية ضد الانتهاكات

    تشهد مدينة عدن موجة جديدة من الأزمات المعيشية والخدمية،...

    صحيفة صينية: اليمن وكسر معادلة الردع الأمريكي.. عقد من الصمود يقلب موازين القوة في البحر الأحمر

    في قراءة مطوّلة لصحيفة بايجياهاو الصينية، يتكشف مشهد عقد كامل من المواجهة المفتوحة بين القوات المسلحة اليمنية والقوة البحرية والجوية الأمريكية في البحر الأحمر، حيث تؤكد الصحيفة أن عشر سنوات من الغارات الأمريكية لم تضعف قدرات الجيش اليمني، بل جعلته أكثر صلابة وتنظيمًا، حتى بات يوصف في بكين بأنه “الجيش الحديدي الخالي من الخونة”.

    وتشير إلى أن عمليات “قطع الرؤوس” التي نفذها البنتاغون، رغم كلفتها التي تجاوزت المليار دولار، أفسحت المجال أمام صنعاء لبناء “سور فولاذي” يحمي سواحلها ويعزز قبضتها على واحد من أهم الممرات البحرية في العالم.

    تعود الصحيفة بأسباب هذا الثبات إلى الانتماء القبلي والعقائدي العميق الذي يجعل الخيانة عارًا لا يُغتفر، وإلى نظام أمني صارم يراقب الغرباء ويكافئ الإبلاغ عن أي نشاط استخباراتي معاد، مدعوم بسياسة ردع داخلية صارمة لا تتهاون مع المتورطين في التخابر، كما برز في واقعة عام 2024 حين تم إعدام ضابط اتصالات بتهمة التجسس، في رسالة حاسمة بأن أي اختراق داخلي ستكون عواقبه قاسية.

    وترى الصحيفة أن العقيدة العسكرية لأنصار الله تقوم على مبدأ الحرب غير المتكافئة، حيث تُسخَّر الطائرات المسيّرة زهيدة الثمن لمواجهة منظومات دفاعية أمريكية تكلف ملايين الدولارات لاعتراضها، ما يخلق معادلة استنزاف اقتصادي تميل لصالح اليمنيين.

    وفي هذا الإطار، تسلط الضوء على استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “هاري إس ترومان” بأربعة صواريخ خلال 72 ساعة، باستخدام تكتيك الإطلاق اللامركزي الذي أربك أنظمة الرصد الأمريكية، بينما تسمح الطبيعة الجغرافية الوعرة بإخفاء الصواريخ ومنصاتها في كهوف جبلية بعيدة عن أعين الأقمار الصناعية.

    لكن المعركة، كما تقول الصحيفة، لم تعد عسكرية فقط، بل امتدت إلى فضاء الإعلام الجديد، حيث استثمر المقاتلون اليمنيون منصات مثل “تيك توك” لبث مباشر لعمليات الإطلاق، مرفقة بأغانٍ أمريكية ساخرة، وربطوا هذه المشاهد بدعم غزة ومظلومية الشعب الفلسطيني، ما أكسبهم تعاطفًا عربيًا واسعًا، في حين ساهمت صور الضحايا المدنيين جراء الغارات الأمريكية في تعزيز رواية صنعاء وإظهارها كقوة تدافع عن نفسها أمام اعتداء خارجي.

    هذا التوازن الجديد، وفق التقرير، أضعف صورة الهيمنة الأمريكية، حيث تراجعت حاملات الطائرات أمام صواريخ بدائية نسبيًا، وفشلت واشنطن في منع قفز أسعار النفط إلى مستويات قياسية مع اتساع نطاق الاستهداف في البحر الأحمر.

    وتضيف الصحيفة أن هذا التحول دفع بعض حلفاء أمريكا إلى إعادة حساباتهم الأمنية، إذ وقعت السعودية تفاهمات مع الصين في مجال الأمن البحري، بينما اتجهت الإمارات إلى شراء أنظمة دفاع جوي من روسيا، في مؤشر على انحسار الثقة بالحماية الأمريكية.

    وتختم بايجياهاو بأن صعود قوات أنصار الله يعكس تحولات الحرب في القرن الحادي والعشرين، حيث لم يعد النصر مرهونًا بحجم الترسانة أو عدد القنابل، بل بقدرة القوة المقاتلة على كسب معركة الرواية وصيانة الجبهة الداخلية.

    وتنقل الصحيفة عن أحد شيوخ صنعاء قوله: “علمتنا قنابل أمريكا أن نقاتل أو نموت، لكن صواريخنا علمت العالم أن الفيل يمكن أن يُهزم”. وتضيف أن الجيل اليمني الجديد الذي يوثق بالصوت والصورة عمليات الإطلاق إنما يكتب فصلًا جديدًا في زمن بدأت فيه أسطورة الهيمنة تتشقق، ليطل من بين الشقوق ضوء الكرامة.

    spot_imgspot_img