المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    عدن تغرق في أزماتها.. أزمة مياه خانقة واحتجاجات قضائية ضد الانتهاكات

    تشهد مدينة عدن موجة جديدة من الأزمات المعيشية والخدمية،...

    هجوم على تل أبيب… أقوى من الحروب الإعلامية

    مهما حاولت “إسرائيل” تلميع نفسها في الإعلام العربي وغير العربي، ومهما شيطنت القوى الحرة في العالم، فإنها ستظل كيانًا شيطانيًا ورمزًا لسيطرة الشر على سكان البشرية. ولذلك، فإن أي هجوم يُشنّ ضد دولتهم المزعومة يُعيد الصراع إلى مرحلة الصفر، ما يضطر الصهاينة إلى العمل من جديد من نقطة البداية.

    رأينا ذلك جليًّا في اليمن؛ فالعالم لم يكن يعرف عن أنصار الله إلا ما يروّجه إعلام الخونة والمطبعين العرب. ورغم أن روايتهم كانت – ولا تزال – مناقضة للحقيقة وتحمل الكثير من المغالطات، إلا أن ذلك كله تبخّر في اليوم الأول لطوفان الأقصى، وينحسر أكثر وأكثر مع كل هجوم تنفذه القوات اليمنية في البحر أو البر. كذلك تتضاعف شعبية صنعاء والأنصار مع كل مسيرة أسبوعية تنطلق إلى ميدان السبعين.

    ولا يقتصر الأمر على اليمن؛ فإيران، التي تتعرض لشيطنة إعلامية منذ نصف قرن تقريبًا، استطاعت أن تنتصر بقوة على هذا التشويه، بمجرد أن أطلقت موجاتها الصاروخية على الكيان في يونيو الماضي ومشاهد سقوطها المروعة على مستوطنات العدو أعادها إلى مكانتها الطبيعية التي تستحقها، فالفعل المباشر أقوى من تضليل العدو الإعلامي ولو استمر لعقود.

    وبهذا الفعل أيضاً، تحوّلت إيران في نظر قطاعات واسعة من الشعوب العربية إلى كيان مقاوم حقيقي، بل إلى منقذ من شر الاحتلال ومن شر الأنظمة الطاغوتية المرتبطة به، خاصة تلك التي تواطأت مع الكيان في السرّ والعلن، وزيّنت خيانتها بمؤتمرات التطبيع، وصفقات الغاز، واستثمارات “السلام الإبراهيمي”. لقد أعادت إيران المعنى الحقيقي لفكرة الدولة الممانعة، لا بالكلام والشعارات، بل بإطلاق الصواريخ على الكيان، واستقبال تهديداته بابتسامة واثقة لا تخشى الحرب ولا الحصار.

    وحتى الخونة أنفسهم يمارسون الدور ذاته، ولو لم يصلوا إلى مرحلة القصف والمواجهة المباشرة. فديكتاتور أنقرة الصهيوني، أردوغان، يصطنع انتصارات إعلامية ضد الكيان في كل مرة يريد استعطاف الجماهير داخل تركيا وخارجها، كما رأينا في مؤتمر دافوس عام 2008، حين افتعل انسحابًا مسرحيًا أمام شمعون بيريز، رافعًا صوته باسم “الكرامة”. تلك الواقعة التي سوّقتها ماكينة الجزيرة القطرية كملحمة تاريخية، وإن كانت في حقيقتها مجرد لقطة علاقات عامة، لم تُترجم إلى أي قطع فعلي للعلاقات التجارية والأمنية مع الكيان.

    أما الخونة العرب، وخاصة الأنظمة الخليجية، فهم على النقيض تمامًا؛ فرغم ما يمتلكونه من آلة إعلامية ضخمة، ومطبلين من جنسيات مختلفة، ووسائل متعددة لتحسين صورتهم شعبيًا، فإن تحالفهم مع الكيان وخيانتهم للقضية الفلسطينية جعلاهم في منزلة شيطانية مريعة، وأكسبهم مقتًا جماهيريًا بطول البلاد العربية وعرضها. فالكيان لا يجتمع مع الصيت الحسن، ولو أُنفقت أموال الأرض لتبييض سمعته المتردّية.

    لذلك فإن الحل في التصعيد العسكري مع الكيان، فهجوم على “إسرائيل” بصاروخ واحد، أو عملية نوعية واحدة، كفيل بأن يهدم آلاف الساعات من الأكاذيب الإعلامية، ويقلب موازين الصورة التي حاول الصهاينة ترويجها عقودًا. فالصوت الخارج من تل أبيب تحت القصف أعلى وقعًا من كل أبواق الإعلام المطبع والمأجور. لهذا، فإن كل طلقة تُطلق باتجاه هذا الكيان هي عملية تحرير للوعي، وتفكيك لمنظومة التضليل التي بنتها “الصهيونية” وحلفاؤها لعقود.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    محمد محسن الجوهري

    spot_imgspot_img