المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    صاروخ يمني يهزّ العمق الإسرائيلي ويُربك منظومة “القبة الحديدية”

    في تطورٍ مفاجئ، أطلقت القوات المسلحة اليمنية، مساء اليوم،...

    5 أخطاء تحول الشاي إلى سم

    يعتبر الشاي مشروبا صحيا وعطريا، اعتاد الكثيرون على شربه...

    طبيبة تكشف أسباب تساقط الشعر وتحذر من العلاج الذاتي

    تشير الدكتورة يلينا سيوراكشينا، أخصائية الشعر والتغذية والغدد الصماء،...

    نصيحة من ChatGPT تُدخل رجلا المستشفى بأعراض نفسية حادة

    تسبّب اعتماد رجل على نصيحة غذائية من ChatGPT في...

    أموال الشعب اليمني المنهوبة..

    في واحدة من أكبر قضايا الفساد والنهب في تاريخ...

    الإرهاب والإرهاب المضاد

    الإسلام دين الحق والمنطق، ودين العدالة والواقعية، وهذه حقيقة مغيَّبة عن الواقع الفكري والثقافي للأمة. ولولا أن منَّ الله علينا بالثقافة القرآنية، لكان حالنا كحال كثير من العرب الذين يرون في دينهم عبئًا وكارثة على الإنسانية، بسبب الثقافات المغلوطة التي فُرضت علينا، كالوهابية وغيرها.

    والواقع يكشف لنا بوضوح من هم الإرهابيون الحقيقيون، وكيف يذبحون النساء والأطفال، ويميتونهم جوعًا بلا شفقة أو إنسانية. وأمام هذا الإرهاب، لا بد أن يكون للإسلام موقف واضح لإنقاذ أبنائه وسائر البشرية، ولدفع الخطر اليهودي الغاشم. ومن هنا، أمرنا الله بالجهاد في سبيله ضدهم، وجعل ذلك فريضة ملزمة للجميع. فبدون الجهاد، سيكون واقعنا كارثيًا، وهو ما نراه فعليًا نتيجة انحراف المسلمين عن مصادر الهداية الحقيقية، إذ إن الإعراض عن آل البيت يمثل إعراضًا عن الإسلام الأصيل وتعاليمه الواردة في الكتاب الكريم.

    وللأسف الشديد، فإن الله سبحانه وتعالى لم يأمرنا بالجهاد إلا بعد أن كشف لنا هوية عدونا، ونظرته تجاهنا، وكيف سيتعامل معنا إذا تمكن منا، وكل ذلك موضّح منذ أكثر من 1400 سنة. ومع ذلك، أعرضت الأمة عنه، وذهبت تتحالف مع أهل الكتاب وتتسامح معهم، فكانت النتيجة تدهور أوضاعها حتى أصبحت ألعوبة بأيدي أعدائها. لذا، لا بد اليوم من عودة صادقة إلى كتاب الله، وإعادة تعريف الواقع وفقًا للموجهات القرآنية. فأهل الكتاب، بمختلف مسمياتهم، هم أعداء لله ولكل خلقه، ولا ينبغي لهم أن يمتلكوا سلاحًا أو أن يكونوا قوة تتحكم في مصير البشر، ففي ذلك الشر كله والدمار للبشرية جمعاء.

    وما كان للإسلام أن يأمرنا بهذه الثقافة لولا علم الله بأن هؤلاء يمتلكون ثقافة دينية مضادة لا علاقة لها بالله، وإن كانت تقتل وتنهب باسمه. ولحكمته تعالى، أوضح لنا حقيقتهم، ثم أمرنا بالجهاد، حتى لا يكون أطفالنا لقمة سائغة لهذا النوع من الوحوش البشرية، ممن يرون ذبح الأطفال قُربةً إلى الله، وفي ذلك افتراء عظيم عليه سبحانه وتعالى.

    إن الجهاد الإسلامي ليس ترفًا ولا إرهابًا، بل هو ضرورة لدفع الخطر عن البشرية كلها. فاليهود ومن شايعهم لا يرقبون في الله إلًّا ولا ذمة، وفي ذلك تتجلى أبشع صور الإرهاب. ومن المنطقي أن يكون لنا موقفٌ مسبقٌ لدفع شرهم، والحيلولة دون أن يُحكِّموا سيوفهم في رقاب الأمة الإسلامية. ولولا أن العدو يحتمي بالأنظمة العميلة، لما استمر في مخططاته الإجرامية، وهذه الأنظمة ـ للأسف ـ ترى الجهاد إرهابًا لا دفاعًا عن النفس، وتمارسه بكل صلف ضد شعوبها، وخاصة ضد الأقليات منهم.

    إن ما يُمارَس على أمتنا من عدوان ليس طارئًا ولا عابرًا، فهو امتداد لعقيدة حاقدة يحملها أهل الكتاب، الذين لطالما توارثوا العداء للإسلام وأهله، وتخفّوا وراء شعارات زائفة كالسلام وحقوق الإنسان، بينما هم يزرعون الحروب والخراب في كل مكان. وليس الجهاد في الإسلام إلا ردًا مشروعًا على هذا الإجرام المنظم، ووسيلةً لحماية المستضعفين وكبح جماح قوى الهيمنة والتوحش. فإما أن نواجه هذا الإرهاب بقوة القرآن، أو نُسلِّم رقابنا لأعداءٍ لا يعرفون إلا منطق القوة، ولا يراعون في مؤمنٍ إلًّا ولا ذمة.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

     محمد محسن الجوهري

    spot_imgspot_img