فجّر موقع “فيلكا إسرائيل” مفاجأة من العيار الثقيل بنشره تقريرًا أعدّه البروفيسور الإسرائيلي إيلياهو بنيسيمون – المعروف بانتقاداته العلنية لسياسات تل أبيب – تضمن مزاعم خطيرة بحق رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة، وصلت حدّ اتهامه بالعمالة للموساد منذ سبعينيات القرن الماضي وتورطه المباشر في قضية اغتيال رفيق الحريري عام 2005.
وبحسب ما أورده الموقع، فإن الرقابة العسكرية الإسرائيلية منعت صحيفة هآرتس من نشر التقرير وأخّرت توزيعها، في خطوة اعتُبرت مؤشراً على حساسية ما يتضمنه من معلومات قد تُحدث هزّة سياسية وإعلامية.
تجنيد مبكر باسم “العميل نور”
نقل التقرير عن الضابط السابق في الموساد آهارون غولدبرغ – المعتقل حاليًا في إسرائيل – أنه تمكن خلال فترة عمله بين عامي 1970 و1989 من تجنيد السنيورة عبر طرف ثالث تحت الاسم الحركي “العميل نور”.
-
تمت أولى اللقاءات عام 1974 في بيروت، حيث خضع السنيورة لتدريبات في المراسلة الآمنة وتقنيات جمع المعلومات.
-
توالت اللقاءات لاحقًا في تل أبيب وباريس حتى نهاية السبعينات، تزامنًا مع صعود مكانته الاجتماعية وتوثيق صلاته مع شخصيات فلسطينية ولبنانية بارزة.
ارتباط باغتيال رفيق الحريري
أخطر ما جاء في التقرير هو إشارة البروفيسور بنيسيمون إلى أن السنيورة كان من بين المطّلعين على خط سير موكب رفيق الحريري يوم اغتياله، وهو ما جعله في دائرة الاتهام بتمرير معلومات حاسمة للمنفذين.
كما لفت إلى الدور الغامض لمسؤول أمن الحريري السابق وسام الحسن، الذي غاب عن الموكب في يوم الاغتيال تحديدًا، ثم تمت مكافأته لاحقًا بتعيينه على رأس فرع المعلومات المموَّل من الولايات المتحدة ودول غربية.
مسار سياسي ومالي مثير للشبهات
توقف التقرير عند المسيرة المالية والسياسية للسنيورة:
-
بدأ مساره في مكتب الرئيس سليم الحص قبل أن ينتقل سريعًا إلى مركب رفيق الحريري.
-
تولّى إدارة بنك “البحر المتوسط”، وأدار من خلاله مضاربات مالية قادت إلى انهيار الليرة اللبنانية في أواخر الثمانينات، متسببة بخسارة مليارات من أموال المودعين.
-
ربط التقرير بين هذه الأدوار وبين إشراف شخصيات أمنية لبنانية معروفة بارتباطها الوثيق بإسرائيل، مثل جوني عبدو الذي اعتُبر مستشارًا رئيسيًا لكل من الحريري والسنيورة.
خطورة الكشف
واعتبر البروفيسور بنيسيمون أن استعادة ملف السنيورة تحت الاسم الحركي “نور” يؤكد أن علاقته بالموساد لم تكن طارئة، بل امتدت على مدى عقود، ما يفسر وفق التقرير تقلباته السياسية ومواقفه المثيرة للجدل داخل لبنان.