المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    “إسرائيل” الكبرى” وهدية “نزع سلاح المقاومات”

    كتب بن غوريون أن "إقامة الدولة، حتّى لو كانت...

    ورد الآن.. تعميم هام من البنك المركزي اليمني الى جميع البنوك وشركات الصرافة (التفاصيل)

    أصدر البنك المركزي اليمني في صنعاء، اليوم الإثنين، تعميمًا رسميًا...

    لا مجالَ للانتظار.. ولا فُسحةَ للتذرّع

    أيها الأحرار في كُـلّ العالم، لإنقاذ غزة من جحيم...

    من جديد.. فشل إسرائيلي ذريع في اليمن

    في اليمن، وللمرة الأولى في تاريخه يجد الكيان نفسه...

    من جديد.. فشل إسرائيلي ذريع في اليمن

    في اليمن، وللمرة الأولى في تاريخه يجد الكيان نفسه عاجزاً في توجيه ضربات موجعة لخصم من خصومه، ولعل أبرز الأسباب هي التضامن الشعبي الكبير خلف القيادة في مواجهة الصهاينة إسناداً لغزة ومعركة الجهاد المقدس.

    وكما هو واضح للعيان، فإن القيادة اليمنية هي الأكثر في العالم دعماً لموقف الشعب الفلسطيني في السر والعلن، والوحيدة التي تناشد أبناءها في الخروج الشعبي والتضامن المستمر مع مظلومية الشعب الفلسطيني التي ليس لها نظير في العالم، وهذا النوع من التضامن الحكومي والشعبي جعل “تل أبيب” تفشل في اختراق الداخل اليمني أو صناعة رأي عام معادٍ للموقف الرسمي، على خلاف ما اعتادت عليه في بلدان أخرى عبر التطبيع الإعلامي والثقافي.

    وعلى الصعيد العسكري، برزت محدودية قدرات العدو بشكل أوضح. فغاراته اقتصرت في معظمها على موانئ ومنشآت خدمية ومحطات كهرباء وأعيان مدنية، دون أن يتمكن من تحقيق اختراق استراتيجي يغيّر موازين القوى. كما أن حلفاءه من مرتزقة السعودية والإمارات فشلوا، منذ ما يقارب العامين، في إشعال جبهات جديدة أو قلب المعادلات الميدانية رغم الدعم الهائل والأموال الضخمة المتدفقة إليهم. هذه المعطيات عززت الثقة في صوابية مسار صنعاء، وأن غزة كفيلة بإحداث وحدة إسلامية في مواجهة المشروع الصهيوني، لولا الأنظمة القمعية التي تمنع شعوبها من إسناد القضية الفلسطينية.

    وهذا الفشل مُحبط للكيان ولأدواته من الخونة المحليين، والمفارقة هنا أنّ الخونة كانوا يعوّلون على تدخل “إسرائيل” بوصفه طوق نجاة، وبلغ الوهم ببعضهم إلى النظر إليها كقوة أسطورية قادرة على قلب الموازين بلمح البصر. لكن ما جرى على الأرض كشف نقيض ذلك تماماً: الكيان الصهيوني نفسه أصبح معتمداً على هؤلاء العملاء في محاولة حفظ ماء وجهه داخل اليمن، لا العكس. وبذلك انقلبت المعادلة، ليتحوّل من قوة يُستدعى إليها لحسم المعارك، إلى عبء سياسي وعسكري على أدواته الفاشلة.

    والكارثة الكبرى أن القضية الفلسطينية مقدسة في اليمن ولا ينحرف عنها إلا خائنٍ لدينه وعروبته، وكل أشكال الدعم للعدو الإسرائيلي هي بمثابة إعلان ردة لصاحبها، ويكفي أن التواطؤ الإعلامي فاقم من معاناة الخونة ودفع الكثير من أتباعهم إلى التبري منهم علناً، فالمعركة اليوم لا تحتمل القسمة على ثلاثة، فإما مسلم صريح أو صهيوني صريح، وما تقدمه حكومة صنعاء من مواقف مساندة لغزة هي سهلة وبإمكان سائر الأطراف اليمنية فعلها، لكن العمالة للسعودية والإمارات ساقت مرتزقة اليمن إلى أحضان تل أبيب، وهذا هو المتوقع منهم فالخيانة تقود إلى الخيانة، ولا أمل يرتجى بعد اليوم من أحزاب وجهات ارتضت لنفسها أن تكون مجرد بيادق في معسكر الصهيونية العالمية.

    إن الفشل الإسرائيلي في اليمن ليس حدثاً عابراً، بل محطة فارقة تكشف حدود القوة الصهيونية حين تواجه خصماً متماسكاً في جبهته الداخلية، ويمتلك قضية عادلة تلهب الشارع وتوحده خلف خيار المقاومة. ولعلّ الدرس الأهم هو أن قوة الشعوب، حين تتكامل مع قيادة صلبة وواعية، قادرة على إفشال أعتى مشاريع العدوان مهما كانت ترسانة العدو ضخمة أو تحالفاته واسعة.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    محمد محسن الجوهري

    spot_imgspot_img