كثفت شبكات قرصنة سعودية وإسرائيلية مؤخرا هجماتها السيبرانية على اليمن، ضد البنية التحتية للاتصالات والمؤسسات الحيوية، يتزامن ذلك مع احباط القوى الأمنية مخططاتها الواحدة تلو الأخرى.
وقد سجّل أحدث هذه الهجمات مساء الثلاثاء، حين استهدفت مجموعة تُعرف باسم “s4UD1PWNZ” شبكة الإنترنت والبنية التقنية في مناطق سيطرة صنعاء، في محاولة لاختراق الأنظمة وتعطيل الخدمات الأساسية
ووفق مصادر إعلامية مطلعة، تمكّنت الفرق الفنية والأمنية اليمنية من كشف الهجوم والتصدي له بنجاح، والرد على مصدره، ما يُعدّ احباطًا جديدًا لمخططات إلكترونية كانت تُعدّ لاستهداف الاستقرار الداخلي.
يأتي هذا التصعيد السيبراني في ظل إفشال الأجهزة الأمنية اليمنية لسلسلة مخططات سابقة كانت تُعدّ من قبل جهات معادية، تهدف إلى زعزعة الأمن الداخلي وإحداث فوضى في الجبهة الداخلية، وهو ما يوحي بأن الهجمات الإلكترونية تُستخدم كأداة تغطية وتشتيت، في محاولة للتمويه على نشاطات الخلايا النائمة وعرقلة كشفها.
وتشير المعطيات إلى أن هذه الهجمات لا تأتي بمعزل عن المسار الأوسع الذي تنتهجه فصائل التحالف في عدن، والمدعوم من جهات إقليمية ودولية، والرامي إلى ممارسة ضغط متعدد الأبعاد على اليمن، يشمل البُعد العسكري، والاقتصادي، والسيبراني.
وتكشف منطلقات هذه الهجمات، ولا سيما انطلاقها من الأراضي السعودية، عن طبيعة الدور المحوري الذي تضطلع به الرياض في تنفيذ هذا المخطط، ويعكس حجم التآمر المشترك الرامي إلى تقويض سيادة اليمن وثباته الداخلي.
في المقابل، يُعدّ نجاح اليمن في صدّ هذه الهجمات واحتواء تداعياتها دليلاً على تطور القدرات التقنية والأمنية، ويدفع باتجاه إعادة حسابات التصعيد، وقد يُعيد ملف المواجهة إلى صدارة المشهد الإقليمي.