كشفت مجلة نيوزويك الأمريكية أن هيئة أمن الغذاء العالمية (IPC) المدعومة من الأمم المتحدة أعلنت رسمياً أن قطاع غزة يواجه حالة مجاعة كاملة، في أول إعلان أممي من نوعه منذ بدء الحرب التي استمرت قرابة عامين.
وقالت الهيئة إن المجاعة الحالية “من صنع الإنسان بالكامل”، نتيجة الحصار العسكري الإسرائيلي المستمر والقصف المكثف، مؤكدة أنها كارثة قابلة للإيقاف والعكس إذا ما اتُخذت إجراءات إنسانية عاجلة لإيصال المساعدات.
رفض إسرائيلي وتصعيد سياسي
وأشارت نيوزويك إلى أن مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو رفض التقرير الأممي، واصفاً إياه بـ“الكذبة الصريحة“، مدعياً أن حركة حماس تسرق المساعدات، وزاعماً أن “الأشخاص الوحيدين الذين يعانون الجوع في غزة هم الرهائن الإسرائيليون”.
ورأت المجلة أن هذا الموقف يعكس توتر العلاقات بين إسرائيل والوكالات الإنسانية الدولية، في وقت يواصل فيه جيش الاحتلال عملياته العسكرية بمدينة غزة، وسط استعدادات لهجوم أوسع.
أرقام صادمة
بحسب تصنيف “IPC”، جرى رفع قطاع غزة إلى المرحلة الخامسة من مدرج الأمن الغذائي، وهي أعلى درجة وتشير إلى “الجوع والفقر والموت”.
وقدرت الهيئة أن نحو 500 ألف فلسطيني – أي ربع سكان القطاع – يعانون المجاعة بالفعل، مع توقع ارتفاع العدد إلى 640 ألفاً بنهاية الشهر المقبل.
وأكد التقرير أن “وقت النقاش والتردد قد انتهى”، مشدداً على أن الجوع ينتشر بسرعة ولا مجال للشك في ضرورة الاستجابة الفورية وعلى نطاق واسع.
موقف الأمم المتحدة
الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، وصف ما يجري في غزة بأنه “كارثة إنسانية من صنع الإنسان، وإدانة أخلاقية، وفشل للإنسانية نفسها”، مضيفاً أن المجاعة “ليست مجرد نقص في الطعام، بل انهيار متعمد للأنظمة الضرورية لبقاء الإنسان”.
تداعيات سياسية
تأتي هذه التطورات بينما يكثف العدو الإسرائيلي استعداداتها لاحتلال مدينة غزة بالكامل، في وقت أكد فيه نتنياهو أن أي استئناف للمفاوضات بشأن ملف “الرهائن” لن يتم إلا وفق شروط تقررها حكومته.
ويرى مراقبون أن إعلان الأمم المتحدة الرسمي عن المجاعة سيزيد الضغوط الدولية على إسرائيل وحلفائها، ويُحرج المواقف الغربية التي ما زالت تدعم استمرار الحرب رغم فداحة الكارثة الإنسانية.