يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بوتيرة متصاعدة، في مشهد يؤكد تعمّد الاحتلال تنفيذ سياسة الإبادة الجماعية والتهجير القسري بحق المدنيين، عبر القتل المباشر بالقصف والتجويع المتعمّد حتى الموت.
وتواصل عشرات العائلات الفلسطينية النزوح من أحياء مدينة غزة ومخيّم جباليا شمالي القطاع نحو المناطق الوسطى والجنوبية، في ظل غياب أي مناطق آمنة. وقال مدير الإسعاف والطوارئ في غزة والشمال فارس عفانة إن النازحين “لا يعلمون إلى أين يذهبون بعدما تحوّل القطاع بأكمله إلى مسرح للقصف”.
وأفادت وزارة الصحة بأن العدوان منذ فجر اليوم أوقع 16 شهيداً، بينهم سبعة من منتظري المساعدات على شارع صلاح الدين، فيما استشهدت نساء وأطفال في غارات جوية وقصف مدفعي على جباليا والزيتون وخان يونس.
كما وثّقت الوزارة استشهاد 58 فلسطينياً يوم أمس فقط، لترتفع حصيلة المجاعة الناجمة عن الحصار والإغلاق إلى 289 شهيداً منذ بداية الحرب، بينهم 115 طفلاً، في ما وصفته جهات حقوقية بـ“جريمة تجويع متعمدة“.
وأعلن جيش الاحتلال عودة اللواء 401 إلى جباليا لمواصلة استهداف ما وصفها بالبنية التحتية للمقاومة، في إطار خطة أشمل لتطويق مدينة غزة تمهيداً لاحتلالها خلال شهرين. ويأتي ذلك بعد أن أقرت قيادة الاحتلال الإسرائيلية خطة موسّعة تستدعي عشرات الآلاف من الجنود، رغم موافقة حركة حماس على مقترحات الوسطاء لوقف إطلاق النار.
وحذر مكتب الإعلام الحكومي في غزة من أن أي اجتياح لمدينة غزة، التي تضم أكثر من 1.3 مليون إنسان نصفهم من الأطفال، سيمثل جريمة حرب كبرى، خاصة مع انهيار المنظومة الصحية وخروج غالبية المستشفيات عن الخدمة.
ومنذ بدء الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفر العدوان الإسرائيلي عن استشهاد أكثر من 62 ألف فلسطيني وإصابة 157 ألفاً آخرين، في ظل صمت دولي وتجاهل متعمّد لقرارات محكمة العدل الدولية بوقف الحرب.
