تتواصل المآسي في مدينة عدن المحتلة، حيث اندلعت اليوم اشتباكات مسلحة عنيفة بين أدوات الاحتلال الإماراتي، في مشهد يعكس حالة الانفلات الأمني والصراع المحموم على الجبايات، فيما يرزح السكان تحت أزمات خدمية خانقة على رأسها أزمة المياه والكهرباء.
صراع المرتزقة على الجبايات
مصادر محلية أكدت أن اشتباكات ضارية وقعت بين فصيلي “حزم 4” و“الشرطة العسكرية” التابعين للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً، على خلفية الصراع للسيطرة على مبنى الهجرة والجوازات في مديرية خور مكسر.
وتحدثت المصادر عن إطلاق نار كثيف أثار حالة من الذعر بين السكان، فيما يظل مبنى الجوازات مغلقاً منذ أكثر من أسبوع بسبب تضارب الولاءات على الجبايات، ما يكشف كيف تحولت المؤسسات الإيرادية إلى ساحات للنهب والصراع، بدلاً من أن تكون لخدمة المواطنين.
انتفاضة شعبية ضد الإهمال
بالتوازي مع الاقتتال، خرج مئات المواطنين في شوارع عدن في تظاهرات غاضبة احتجاجاً على تردي الخدمات وانعدامها، خصوصاً في أحياء مثل شعب العيدروس التي تعاني حرماناً تاماً من المياه.
المحتجون طالبوا بإعادة ضخ المياه إلى منازلهم، ملوحين بالتصعيد الشعبي في حال استمرار تجاهل مطالبهم. الأزمة المائية تفاقمت بصورة غير مسبوقة، إذ يضطر الأهالي لشراء صهاريج المياه بأسعار باهظة، رغم ظروفهم المعيشية القاسية وشح الموارد.
أزمة المياه ليست معزولة، فهي تضرب معظم مديريات عدن، حيث الانقطاع طويل ومتكرر، والوصول – حين يحدث – لا يتجاوز تدفقاً ضعيفاً لا يكفي لملء خزانات المنازل. النتيجة أن الحد الأدنى من الاحتياجات اليومية أصبح مرهقاً ومكلفاً، في ظل غياب كامل لأي حلول من حكومة المرتزقة.