شنّ الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، هجومًا سياسيًا وعسكريًا عنيفًا على الكيان الصهيوني وحلفائه، مؤكدًا أن المقاومة هي السد المنيع الذي يحول دون سقوط لبنان في مشروع “إسرائيل الكبرى”، وأن سلاحها هو “روح وكرامة لبنان”.
اليمن وغزة.. موقف استثنائي
واستهل قاسم خطابه بالتنديد بالقصف الإسرائيلي لليمن، مشيرًا إلى أن الاحتلال يكرر جرائمه ضد المدنيين والمنشآت المدنية، ومشيدًا بالموقف اليمني قائلاً: “التاريخ سيسجل أن اليمن كان الوحيد الذي وقف بهذه الصلابة والعزة لنصرة غزة وفلسطين”. وتساءل: “أين العرب والمسلمون والعالم الحر من مجازر غزة؟”
السيادة اللبنانية في مواجهة الإملاءات
وحمّل قاسم العدو الإسرائيلي والإدارة الأمريكية مسؤولية كل الأزمات التي يعيشها لبنان، من العقوبات الاقتصادية إلى عرقلة إعادة الإعمار. وأكد أن الحل يبدأ من استعادة السيادة الوطنية، عبر وقف العدوان والانسحاب الإسرائيلي وإطلاق الأسرى.
وانتقد الحكومة اللبنانية بشدة بسبب قرارها تجريد المقاومة من السلاح، واصفًا إياه بـ“القرار الخطيئة” وغير الميثاقي، لأنه جاء تحت ضغط الإملاءات الإسرائيلية.
إنجازات المقاومة ومعادلة الردع
وذكّر قاسم بإنجازات المقاومة منذ حرب تموز 2006 وحتى 2024، مؤكداً أنها نجحت في ردع الاحتلال ومنع توسعه: “لولا المقاومة لوصلت إسرائيل إلى بيروت كما وصلت إلى دمشق”.
وأضاف “لولا المقاومة لاحتلت إسرائيل مئات الكيلومترات من لبنان كما فعلت في سوريا“. وشدد على أن المقاومة ستبقى “سداً منيعاً” يحول دون تحقيق إسرائيل أهدافها التوسعية في لبنان والمنطقة.
السلاح.. هوية وكرامة
وأكد قاسم أن سلاح المقاومة ليس مجرد أداة عسكرية بل هو هوية وكرامة وشرف للشعب اللبناني: “سلاحنا هو روحنا ومستقبل أطفالنا.. ومن أراد نزعه إنما يريد نزع روحنا، وعندها سيرى العالم بأسنا”.
واتهم قاسم الولايات المتحدة بالسعي لتخريب لبنان وإشعال الفتنة عبر عقوباتها وتحركاتها السياسية، ومنع الجيش اللبناني من امتلاك السلاح. كما كشف أن مشروع نتنياهو هو “إسرائيل الكبرى” التي تشمل لبنان وسوريا والعراق ومصر والأردن وفلسطين.
خارطة طريق واضحة
في ختام خطابه، رسم قاسم معادلة واضحة: “أخرجوا العدو من أرضنا، أوقفوا العدوان، أفرجوا عن الأسرى، وابدؤوا الإعمار، بعدها نناقش الاستراتيجية الدفاعية. لا ‘خطوة مقابل خطوة’ بل تنفيذ أولاً”.