المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    هل يساعد زيت الزيتون في التخفيف من الصداع النصفي؟

    الصداع النصفي من الحالات الصحية المرهقة التي تتسبب في...

    خلطة منزلية طبيعية لترطيب الحلق وتهدئة التهيج الناتج عن برودة المكيف

    مع التعرض المستمر لبرودة المكيف، قد تشعرين بجفاف أو...

    إنتر ميلان “يكرم” ضيفه تورينو بهزيمة ساحقة

    استهل فريق إنتر ميلان مشواره في الموسم الجديد للدوري...

    أنشيلوتي يشعل الجدل رسميا.. قائمة البرازيل تخلو من لاعبي ريال مدريد

    حسم كارلو أنشيلوتي مدرب المنتخب البرازيلي، الجدل الدائر مؤخرا...

    ليفربول يهزم نيوكاسل “العنيد” بهدف قاتل في الدقيقة الـ100.. فيديو

    انتزع فريق ليفربول فوزا ثمينا من مضيفه نيوكاسل يونايتد...

    الشيوعيون و الوهابية.. معيار الشرف والالتزام بالقضية الفلسطينية

    من الغريب أن نشاهد مواقف مشرفة من الكثير من الشيوعيين تجاه مظلومية الشعب الفلسطيني بينما يتسابق شيوخ الوهابية في خدمة الصهاينة وتبرير إجرامهم اللا-مسبوق بحق الشعب الفلسطيني المسلم، والسبب أن الشيوعيون تخلوا عن الدين فحافظوا على بعض إنسانيتهم، ولو أنهم اعتنقوا الوهابية لتبنوا بذلك الرؤية اليهودية تجاه الإسلام والمسلمين.

    ولعل أبرز مثال على ذلك المناضل اللبناني جورج عبدالله الذي قضى أربعة عقود في السجون الفرنسية بسبب مواقفة المشرفة المناهضة للصهيو-إمبريالية الشيطانية، بينما لا نجد بين وهابيي اليوم موقفًا واحدًا يذكر مؤيدًا للشعب الفلسطيني، حتى على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تهيمن لغة التبرير والمواءمة مع الخطاب الصهيوني. بل إن بعضهم ذهب إلى حد تبرير قتل الأطفال الفلسطينيين، وهو ما يتناقض مع أبسط مقاييس الإنسانية والفطرة. هذا لا يعني أن جميع المنتسبين إلى هذا التيار متطابقون، لكن التيار العام، بعقائده وسلوكه، يفتقد إلى قيم مثل الشرف والكرامة والرجولة، وهي خصال فطرية يقدرها حتى غير المؤمنين بالدين.

    ومما يؤكد أن الشيوعيين أشرف من أصحاب العقائد المنحرفة أن هناك أمثلة عالمية أخرى يمكن أن تعزز هذه المقارنة، فالأحزاب الشيوعية الأوروبية واللاتينية كثيرًا ما تناصر غزة وحركات التحرر الفلسطينية، حيث تشارك في احتجاجات وتجمعات تضامنية لم تتوقف منذ نحو عامين.

    تاريخياً فإن مواقف دولة كوبا الشيوعية أشرف بكثير من مواقف النظام السعودي، كما أن إنسانية تشي جيفارا ونزعته التحررية تؤكد أن مخزون الكرامة في الشيوعي تتفوق بأرقام كونية على مقدار ما يملكه الوهابيون من المبادئ نفسها، ولم نر حتى اليوم موقف رجولي لابن باز وابن عثيمين وأي مسخ آخر يخدم الثوابت الإسلامية، بل وحتى في الشعب الفلسطيني نفسه، فكل من يعتنق الوهابية يتحول إلى عدو لشعبه وقضيته في تأكيدٍ عملي على حقيقة ذلك الفكر وحقيقة من جاء به.

    هذا التناقض بين الشيوعيين والوهابية يكشف عمق الإشكالية: فبينما يتركز وهابيو اليوم على الولاء للغرب أو المصالح الضيقة، يظل الشيوعي – حتى عند التخلي عن الدين – محتفظًا بقدر من الإنسانية التي تُمكنه من الوقوف إلى جانب المظلوم، مهما كانت هويته أو ديانته. وبذلك، فإن مواقف الشيوعيين تجاه فلسطين، رغم اختلافهم الفكري، أكثر شرفًا والتزامًا بالقيم الإنسانية من مواقف وهابيي اليوم، الذين فقدوا القدرة على التعاطف مع إخوتهم البشر.

    وهذا يؤكد حقيقة أخرى وهي أن الضلال الديني هو الأسوأ على الإطلاق، وما أقبح أن تُدجن الأمة باسم الإسلام وباسم النبي محمد صلى الله عليه وآله، ولعل هذا النوع من العقائد أخطر على الأمة من كل أعدائها الخارجيين، فمواصفات النفاق من إظهار للدين وإبطان للكفر تنطبق عليهم بشكلٍ كلي، وقد حذرنا الله من هؤلاء القوم في سورة نزلت باسمهم “سورة المنافقون” وأكد الله عز وجل في آيتها الأولى أنهم كاذبون حتى في ادعائهم للشهادتين، وبأنهم اتخذوا دين غطاءً للصد عنه وتفريق الأمة عن مصادر قوتها المتمثلة في القرآن والنبي صلى الله عليه وآله، فلا هم احتكموا بالكتاب ولا هم اعتصموا بالنبي، وخير شاهد احتفالاتهم بأعياد اليهود وتكفيرهم لمن يحتفل بمولد خير البرية

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    محمد محسن الجوهري

    spot_imgspot_img