المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    “معاريف” العبرية: 600 مسؤول ودبلوماسي إسرائيلي يطالبون ترامب بوقف حرب غزة

    كشفت صحيفة "معاريف" العبرية أنّ 600 من كبار المسؤولين...

    “القناة 12” العبرية: حماس ترمّم أنفاقها وتعود لاستخدامها في ضرب قوات الاحتلال

    كشفت القناة العبرية الـ12 عن قلق عسكري إسرائيلي متزايد...

    هجوم (سكارليت راي).. صنعاء توسّع معركة البحر الأحمر وتكشف هشاشة ممرات الاحتلال

    كشف موقع “سيتريد ماريتايم نيوز” البريطاني المتخصص في الشؤون...

    سفن “مصر وتركيا” تنعش موانئ الاحتلال وسط “مجازر الإبادة والتجويع” في غزة

    كشفت مواقع ملاحية دولية أنّ الموانئ الفلسطينية المحتلة شهدت...

    صنعاء تتوعد بالثأر.. استشهاد الرهوي يشعل جذوة المقاومة ويرسم معادلة ردع جديدة

    في جريمة نكراء تتجاوز كل الأعراف والقوانين الدولية، أقدم كيان العدو الصهيوني على استهداف مباشر وغادر لكوكبة من قيادات الدولة اليمنية في قلب العاصمة صنعاء، ما أدى إلى استشهاد رئيس حكومة التغيير والبناء، أحمد غالب الرهوي، وعدد من وزرائه، هذه الجريمة، التي جاءت لتؤكد الطبيعة الإرهابية للكيان المحتل، لا تمثل مجرد عدوان على اليمن، بل هي إعلان حرب مفتوحة على كل من يجرؤ على الوقوف بصلابة إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم.

    لقد أراد العدو من خلال هذه الضربة الجبانة كسر إرادة اليمنيين وثنيهم عن موقفهم المبدئي والأخلاقي الداعم لغزة، لكن دماء الشهداء الطاهرة لم تزد صنعاء إلا إصراراً وعزيمة، إن هذا الاستهداف الغادر، الذي وصفه رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط بأنه لن يمر دون عقاب، يفتح فصلاً جديداً من فصول الصمود والمقاومة، ويؤكد أن اليمن، بقيادته وشعبه، ماضٍ في طريقه حتى تحقيق النصر ووقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.

    جريمة تكشف الوجه الحقيقي للعدوان

    لقد كشفت هذه الجريمة البشعة عن الوجه الحقيقي للعدو الصهيوني، الذي لم يكتفِ بجرائمه ومجازره اليومية بحق أطفال ونساء غزة، بل مدّ عدوانه الغاشم ليطال قادة دولة ذات سيادة، في انتهاك صارخ لكل المواثيق الدولية، إن استهداف ورشة عمل حكومية كانت تناقش سبل خدمة المواطن اليمني، وتحويلها إلى بركة من الدماء، هو دليل قاطع على أن هذا الكيان لا يفهم إلا لغة القوة والقتل.

    إن دماء الشهيد الرهوي ورفاقه من الوزراء الأبرار، الذين نذروا أنفسهم لخدمة وطنهم والدفاع عن قضايا الأمة، ستكون لعنة تطارد قادة الكيان المحتل في منامهم ويقظتهم، لقد أثبتت صنعاء، من خلال تضحياتها الجسيمة، أنها تقف في طليعة المدافعين عن الكرامة الإنسانية، وأن موقفها الداعم لغزة ليس مجرد تكتيك سياسي، بل هو عقيدة راسخة تنبع من ضمير حي وإيمان عميق بعدالة القضية الفلسطينية، ورغم الألم الكبير الذي خلفته هذه الفاجعة، إلا أنها وحدت الشعب اليمني خلف قيادته وقواته المسلحة، وعززت من قناعته بأن خيار المقاومة هو السبيل الوحيد لردع العدو واستعادة الحقوق.

    وعد الثأر.. مرحلة جديدة من المواجهة الشاملة

    إن الرد على هذه الجريمة لن يكون عادياً، بل سيكون بحجم التضحية وعظمة الشهداء. فكلمات الرئيس مهدي المشاط، التي توعد فيها الصهاينة بـ”أيام سوداء” وبأنهم “لن يذوقوا طعم الأمن”، لم تكن مجرد شعارات، بل هي إعلان عن مرحلة جديدة من المواجهة الشاملة، لقد أثبتت القوات المسلحة اليمنية خلال الأشهر الماضية قدرتها على إيلام العدو وداعميه، من خلال عملياتها النوعية في البحر الأحمر وخليج عدن، وصولاً إلى قصف أهداف حيوية في عمق الأراضي المحتلة. واليوم، بعد هذه الجريمة، أصبحت كل الخيارات مفتوحة أمام صنعاء، وباتت كل مصالح العدو وشركائه أهدافاً مشروعة.

    إن ترسانة اليمن العسكرية، التي تتطور يوماً بعد يوم وتضم أسلحة استراتيجية قادرة على تغيير قواعد الاشتباك، جاهزة لترجمة هذا الوعد إلى واقع ملموس، إن دماء الشهداء ستكون الوقود الذي سيشعل نيران المعركة القادمة، وسيثبت اليمن للعالم أجمع أن المساس بسيادته وقيادته له ثمن باهظ لن يقوى العدو على تحمله.

    تخبط العدو.. الاغتيال دليل إفلاس وعجز

    في المقابل، يعيش الكيان الصهيوني حالة من الهيستيريا والتخبط، فبعد فشله الذريع في تحقيق أي من أهدافه في غزة، وبعد أن تلقى ضربات موجعة من جبهات المقاومة المختلفة، لجأ إلى سياسة الاغتيالات الجبانة، ظناً منه أنها قد تنقذه من مستنقع الهزيمة. لكن هذه السياسة أثبتت فشلها عبر التاريخ، فالمقاومة لا تموت باغتيال قادتها، بل تزداد قوة وصلابة، وتُخرج من رحمها قادة أشد بأساً.

    إن لجوء العدو إلى استهداف القادة السياسيين والإداريين هو دليل إفلاس وعجز عن المواجهة في الميدان، كما أن حالة الاستنفار الأمني التي يعيشها قادة الكيان، ونقلهم لاجتماعاتهم إلى الملاجئ، هي خير دليل على حجم الرعب الذي يعتريهم، وإدراكهم أن الرد اليمني قادم لا محالة وسيكون مزلزلاً، لقد وضع العدو نفسه في مأزق استراتيجي، فهو الآن يواجه جبهة يمنية صلبة ومستعدة للذهاب في المواجهة إلى أبعد مدى، وهي جبهة لم تكن في حسبانه عندما بدأ عدوانه على غزة.

    تداعيات إقليمية ورسالة للعالم

    إن تداعيات هذه الجريمة لن تقتصر على ساحة المواجهة المباشرة، بل ستمتد لتشمل المنطقة بأسرها. لقد أرسلت صنعاء رسالة واضحة لكل العالم، مفادها بأن زمن الاستباحة قد ولى، وأن أي عدوان سيواجه برد حاسم، هذا الموقف الشجاع يلهم كل أحرار العالم، ويضع الأنظمة المتخاذلة والمتواطئة في حرج أمام شعوبها، كما أن استمرار العمليات اليمنية في البحر الأحمر، والتي من المتوقع أن تتصاعد رداً على هذه الجريمة، سيزيد من الضغوط الاقتصادية على الكيان الصهيوني والدول الداعمة له، وسيؤكد أن أمن الملاحة مرتبط بشكل مباشر بوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة، إن دماء شهداء صنعاء لم تذهب هدراً، بل رسمت معادلة جديدة في الصراع، وأكدت أن اليمن، بعون الله وصمود شعبه وحكمة قيادته، هو رقم صعب في معادلة المنطقة، وحصن منيع للدفاع عن قضايا الأمة العادلة.

    في نهاية المطاف، فإن استشهاد القائد أحمد الرهوي ورفاقه لم يكن نهاية الطريق، بل هو بداية لمرحلة جديدة عنوانها “الثأر القادم”، لقد أخطأ العدو الصهيوني في حساباته عندما ظن أن هذه الجريمة ستكسر إرادة اليمن، فما حدث هو العكس تماماً، لقد أشعلت هذه الدماء الطاهرة جذوة المقاومة في قلوب الملايين، ووحدت الصفوف خلف راية المواجهة، إن الوعد الذي قطعته صنعاء بالرد ليس مجرد تهديد، بل هو حقيقة قادمة ستغير وجه المنطقة، وتؤكد للعالم أن زمن الهيمنة الصهيونية إلى زوال، وأن فجر النصر آتٍ لا محالة.

    المصـــــــــــدرالوقت التحليلي
    spot_imgspot_img