أكدت تقارير وتحليلات غربية بارزة أنّ العدوان الصهيوني الأخير على العاصمة صنعاء، والذي استهدف عدداً من المسؤولين الحكوميين، لن يُشكّل نقطة تحول جوهرية في مسار المواجهة العسكرية، ولن ينجح في إضعاف القدرات القتالية للقوات المسلحة اليمنية.
وأشارت صحيفة فايننشال تايمز إلى أنّ الاستهداف الصهيوني، رغم خطورته ورمزيته، طاول قيادات إدارية وليست مراكز عسكرية فاعلة، وهو ما يقلل من أثره على القدرات العملياتية الميدانية. وفي السياق ذاته، أوضحت وكالة أسوشيتد برس أنّ الضربة لم تشمل شخصيات عسكرية مؤثرة، وبالتالي لم تمسّ البنية التحتية أو جيوب القوة الفعلية التي يعتمد عليها الجيش اليمني.
أما صحيفة وول ستريت جورنال فوصفت العدوان بأنّه رمزي أكثر منه عسكري، مؤكدةً أنّ سقوط الشهداء من القيادات الحكومية لا يعني انكسار القدرات القتالية، لأن المواقع المستهدفة ليست في قلب القيادة العسكرية.
بدورها لفتت مجموعة كرايسس غروب إلى أنّ القوات اليمنية واصلت خلال السنوات الماضية تعزيز ترسانتها الصاروخية والباليستية وتطوير أسلحتها النوعية، بما جعلها أكثر مرونة وقدرة على امتصاص الضربات الجوية وإعادة تنظيم صفوفها بسرعة.
وفي قراءة أوسع، أظهرت المراجعات الغربية أنّ حتى الضربات الأمريكية الأوسع حجماً في مراحل سابقة، لم تحقق تدميراً جذرياً لقدرات صنعاء، إذ واصلت القوات المسلحة تنفيذ هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة، ما يثبت أنّها قوة قادرة على الاستمرار والتكيّف رغم النزيف والخسائر.
وبناءً على هذا الإجماع، يرى المراقبون أنّ العدوان الأخير لا يتجاوز حدود الاستعراض الاستخباراتي الصهيوني، ولن يفلح في تغيير معادلة الصراع أو ثني اليمن عن موقعه المتقدم في جبهة المقاومة.