كشفت مواقع ملاحية دولية أنّ الموانئ الفلسطينية المحتلة شهدت خلال الأسبوع الرابع من أغسطس الجاري 53 رحلة تجارية مع الموانئ المصرية والتركية، في خرقٍ واضح لقرار حظر الملاحة المفروض على الكيان الصهيوني، في وقت يواصل فيه اليمن تنفيذ حصار بحري استراتيجي أربك حركة الاحتلال وأفقده الشعور بالأمان في البحر الأحمر والمتوسط.
ووفق البيانات، وصلت في 27 أغسطس سفينتا حاويات إلى ميناءي أسدود وحيفا المحتلين من ميرسين وإسكندرون التركيين، فيما غادرت ست سفن محملة بالبضائع والمواشي نحو الموانئ التركية. أما مصر، فقد رُصدت أربع سفن تجارية دخلت أو خرجت من الموانئ المحتلة، في حين غادرت ثمان سفن باتجاه موانئ العريش ودمياط وبورسعيد والدخيلة. كما وصلت سفينتا إسمنت من العريش إلى ميناء حيفا، في مشهد يؤكد التطبيع التجاري البحري المباشر مع الاحتلال.
وفي يومي 28 و29 أغسطس، غادرت ثلاث سفن حاويات نحو الموانئ التركية، بينما شهد يومي 30 و31 أغسطس تحركاً معاكسا بخروج خمس سفن تركية نحو الموانئ المحتلة مقابل أربع سفن غادرت حيفا باتجاه إسطنبول وموانئ تركية أخرى.
وتشير هذه البيانات إلى أنّ الموانئ المصرية والتركية باتت تشكل رئة تجارية للاحتلال، رغم الجرائم التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني في غزة منذ ما يقارب العامين، ورغم صمود صنعاء في فرض معادلات جديدة أجبرت العدو على الاعتراف بتأثير الضربات اليمنية البحرية.
ويؤكد المراقبون أنّ استمرار هذا التدفق التجاري يعكس التناقض الفاضح بين الموقف اليمني المقاوم الذي يخوض حرب استنزاف استراتيجية دفاعاً عن فلسطين، وبين علاقات تجارية متسارعة من بعض الدول الإقليمية مع الموانئ المحتلة، وهو ما يمنح العدو جرعة أوكسجين اقتصادية وسياسية في وقت يعيش فيه مأزقاً عسكرياً غير مسبوق.