أكد مؤسس مركز “بروجن” للدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية، رضوان قاسم، أن جريمة استهداف الحكومة اليمنية وضعت الكيان الإسرائيلي أمام واقع استراتيجي غير مسبوق، مشيراً إلى أن ما يجري يعكس قدرة اليمن على خلق معادلة ردع طويلة المدى تجعل كل تحركات الاحتلال تحت رقابة الصواريخ والمسيّرات اليمنية.
وفي تصريح لقناة المسيرة، أوضح قاسم أن الضربات الأخيرة داخل العمق الإسرائيلي، والتي شملت استخدام صاروخ انشطاري متعدد الرؤوس، تثبت أن الرد اليمني ليس مجرد فعل سريع، بل هو استراتيجية متدرجة ستلاحق إسرائيل زمناً طويلاً وتجعل أي محاولة للتهرب أو الالتفاف محفوفة بالمخاطر.
وأشار إلى أن هذه العمليات كشفت هشاشة الموازين الأمنية والسياسية والعسكرية للعدو، حيث أحدث القصف المباشر للعمق الإسرائيلي حالة من التخبط والفوضى داخل القيادة الصهيونية، فيما بدا الاحتلال عاجزاً عن حماية نفسه من البأس اليمني رغم الدعم الأميركي والغربي التقليدي.
وأضاف الخبير أن اليمن لم يقتصر على الرد العسكري، بل نجح في فرض واقع استراتيجي جديد يعكس قوة الارتباط بين الشعب وقيادته، حيث التضحيات الكبيرة التي قدّمها القادة اليمنيون في سبيل القضية الفلسطينية تؤكد أن أي محاولة للعدو لتفكيك هذا الارتباط مصيرها الفشل.
وشدد قاسم على أن هذه المعادلة أجبرت الولايات المتحدة على ترك إسرائيل تواجه مصيرها منفردة في البحر الأحمر أمام العمليات اليمنية، واصفاً ذلك بأنه تحوّل غير مسبوق في موازين المنطقة.
واختتم بالتأكيد أن التهديد اليمني لن يكون عابراً، بل سيظل قائماً ومستمراً، ليشكّل ضغطاً طويل الأمد على إسرائيل في المستويات السياسية والعسكرية والأمنية كافة، وهو ما يعني أن الكيان سيدخل مرحلة استنزاف متواصلة أمام معادلات صنعاء الجديدة.
