واصل العدو الصهيوني حربه العدوانية على قطاع غزة عبر استهداف متعمّد للبنية التحتية المدنية، حيث دمّرت طائراته الحربية ظهر السبت برج السوسي السكني في حي تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة، في جريمة جديدة تندرج ضمن سياسة التهجير القسري والتطهير العمراني.
المصادر الفلسطينية أفادت بأن الطيران الحربي استهدف البرج بعدد من الصواريخ، ما أدى إلى تسويته بالأرض بشكل كامل. البرج المكوّن من 15 طابقًا كان يضم عشرات الشقق التي تؤوي مئات العائلات، معظمها من النازحين الذين فروا سابقًا من مناطق مدمرة. ويُذكر أن البرج تعرض لقصف جزئي في عدوان 2021 ثم رُمم ليعود ملاذًا للناجين، قبل أن يدمّر مجددًا اليوم.
ويأتي هذا القصف بعد أقل من 24 ساعة على تدمير برج مشتهى غرب غزة، في سياق استهداف متعمد للأبراج السكنية المرتفعة، إذ أعلن وزير حرب العدو يوآف غالانت صراحة أن جيشه سيستهدف الأبراج في إطار خطة ممنهجة لاقتلاع السكان وتشريدهم.
البرج المستهدف يقع بمحاذاة مقر وكالة أونروا، ما يبرز الطبيعة المدنية البحتة للمكان. ومع استمرار هذا النمط من الاستهداف، تتفاقم أزمة النزوح في غزة، حيث لم يعد هناك أي مأوى أو منطقة آمنة للمدنيين.
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أدان الجريمة بشدة، مؤكداً أن جميع الأبراج السكنية خالية من أي نشاط عسكري، وأن مزاعم الاحتلال ليست سوى أكاذيب مكرّرة لتبرير استهداف المدنيين. واعتبر أن هذه الممارسات تمثل جرائم حرب مكتملة الأركان وانتهاكًا صارخًا لاتفاقيات جنيف ونظام روما الأساسي.
في السياق ذاته، حذّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من خطر انهيار شامل للاتصالات والإنترنت في القطاع نتيجة التدمير الممنهج للأبراج المرتفعة التي تستضيف المعدات الفنية لشركات الاتصالات. وأوضح أن انقطاع الشبكات سيؤدي إلى عزل غزة عن العالم الخارجي، وتعطيل جهود الإغاثة، وحرمان الفرق الطبية من التنسيق للوصول إلى الضحايا.
المرصد أشار إلى أن تدمير الأبراج يحقق أهدافًا استراتيجية للعدو، لا تقتصر على القتل والتدمير بل تمتد إلى فرض عزلة وترويع السكان لدفعهم نحو النزوح القسري، مؤكداً أن ما يجري يرتقي إلى مستوى الإبادة الجماعية بدعم أمريكي، حيث تجاوز عدد الشهداء والجرحى والمفقودين 220 ألفًا منذ بدء الحرب.