في اعتراف جديد يعكس حجم المأزق الصهيوني، أكد موقع “ذا ماركر” العبري أن الهجمات اليمنية ما تزال تنجح في تعطيل اقتصاد الكيان “الإسرائيلي” بشكل كبير حتى بعد مرور عامين كاملين من المواجهة.
الموقع وصف الضربات الجوية والصاروخية التي تنفذها القوات اليمنية بأنها باهظة التكاليف لإسرائيل من حيث الردود العسكرية لكنها لا تحقق أي نتائج استراتيجية، مشيراً إلى أن إطلاق النار المستمر من اليمن نجح في تعطيل مطارين رئيسيين، إلى جانب شل حركة ميناء إيلات الحيوي، فضلاً عن إرباك وتيرة الحياة والاقتصاد.
وفي أحدث اعترافاته، أقر الموقع العبري بأن الطائرة المسيّرة اليمنية التي أصابت قاعة المسافرين في مطار رامون الدولي جسدت الفشل الإستراتيجي الإسرائيلي في التعامل مع الساحة اليمنية، مؤكداً أن هذا الهجوم يعكس اختراقاً واضحاً لمنظومات الدفاع وعدم قدرة تل أبيب على توفير الحماية لبناها التحتية.
وأضاف أن إجبار ملايين المستوطنين على دخول الملاجئ مرة واحدة في الأسبوع تقريباً يرسخ فشل “إسرائيل” في مواجهة التحدي اليمني، ومن يبحث عن دليل إضافي يمكنه النظر إلى واقع ميناء إيلات الذي توقف عملياته بشكل شبه كامل.
وأشار التقرير إلى أن الاحتلال سعى لردع اليمنيين عبر تكثيف الهجمات الجوية واستهداف شخصيات قيادية بارزة، إلا أن النتائج جاءت عكسية؛ فقد تعززت قدرات اليمنيين وتوسعت جغرافيا ضرباتهم لتشمل أهدافاً استراتيجية وحساسة داخل فلسطين المحتلة.
ولفت إلى أن اليمن بات الطرف الوحيد في المنطقة القادر على تهديد “إسرائيل” بشكل مباشر ومستمر، في وقت شهدت فيه جبهات أخرى تراجعاً أو تهدئة.
كما ذكّر الموقع بأن صمود صنعاء ليس وليد اللحظة، فـ“في عام 2015 أطلقت السعودية والإمارات عملية عسكرية كان يفترض أن تستمر أسبوعين، لكنها انتهت بانسحابهما بعد عقد كامل عندما أدركتا عمق المستنقع اليمني”، وهو ما يعكس مستوى القدرة العالية على الصمود والتحمل التي يتمتع بها اليمنيون.
وختم الموقع العبري بالقول إن إنهاء المعركة في غزة ربما يكون الطريق الوحيد لإغلاق الساحة اليمنية، في إقرار غير مباشر بأن قرار صنعاء ربط معركتها بمصير غزة جعلها لاعباً إقليمياً محورياً يصعب تجاوزه.