في خطوة وُصفت بأنها الأقوى أوروبياً ضد الكيان الصهيوني منذ اندلاع حرب غزة، أعلنت الحكومة الإسبانية، الاثنين، إغلاق جميع الموانئ الإسبانية والمجال الجوي أمام السفن والطائرات الإسرائيلية التي تحمل أنظمة دفاعية أو أسلحة وذخائر، مع منع ناقلات الوقود المخصصة للجيش الإسرائيلي من الرسو.
وقال رئيس الوزراء بيدرو سانشيز في تصريح رسمي إن ما يجري في غزة لا يمكن تبريره كدفاع عن النفس، بل هو “إبادة جماعية ممنهجة تستهدف شعباً أعزل عبر القصف والتجويع وتدمير المستشفيات”، مشدداً على أن مدريد لن تكون بوابة لتسليح إسرائيل أو شريكاً في جرائمها.
وأوضح سانشيز أن القرار يترافق مع زيادة الدعم الإنساني لقطاع غزة عبر رفع مساهمة بلاده في تمويل وكالة الأونروا بعشرة ملايين يورو، معلناً في الوقت ذاته أن حكومته ستطرح مشروع قانون لتطبيق حظر شامل وفعلي على تصدير السلاح إلى إسرائيل.
صحيفة إلباييس الإسبانية كشفت أن مجلس الوزراء يستعد، الثلاثاء، لإقرار حزمة عقوبات واسعة ضد تل أبيب تشمل تسريع حظر تصدير السلاح، في وقت تجاوز فيه عدد الشهداء الفلسطينيين 64 ألفاً مع تصاعد الاستيطان في الضفة الغربية.
وتعكس هذه الخطوة التحول الأوضح في الموقف الأوروبي منذ بدء الحرب، إذ كانت مدريد أول عاصمة أوروبية يتهم رئيس وزرائها إسرائيل صراحة بارتكاب إبادة جماعية، عندما صرح لصحيفة الغارديان بأن “الصراع يمثل إحدى أكثر اللحظات قتامة في العلاقات الدولية بالقرن الحادي والعشرين”.
وبإغلاق الموانئ والمجال الجوي، تكون إسبانيا قد وجهت صفعة استراتيجية لإسرائيل في عمق بنيتها اللوجستية والعسكرية، في وقت تعاني فيه الأخيرة من حصار بحري متصاعد في البحر الأحمر، وضغوط عسكرية وسياسية على جبهات متعددة.