بعد مرور 24 ساعة فقط على عملية استهداف مطار رامون في أم الرشراش المحتلة (إيلات)، عاد اليمن ليضرب بعمق الكيان الصهيوني عبر سرب جديد من الطائرات المسيّرة.
هذه المرة لم يقتصر الحديث على رامون، بل امتد ليشمل ديمونا وأهدافاً استراتيجية حساسة، ما أثار ذعراً واسعاً في الأوساط الأمنية والإعلامية الإسرائيلية.
اختراق جديد يربك المنظومة الأمنية
المحلل العسكري في القناة 14 العبرية هلل بيتون كشف أن العملية شملت أربع طائرات مسيّرة، موضحاً أن إحداها سقطت قرب مطار رامون الدولي، وإحداها وصلت إلى محيط مدينة ديمونا حيث “كانت تبحث عن أهداف استراتيجية”.
أما المحلل الأمني في القناة 13 أور هيلر فأكد أن التقديرات تشير إلى أن الهدف كان مطار رامون وربما أيضاً ديمونا، مشيراً إلى أن “اليمنيين بلا شك يستعدون لتكثيف هجماتهم مع التركيز على المطارات”.
فشل متكرر في الدفاعات الجوية
رغم تفعيل صافرات الإنذار هذه المرة، إلا أن منظومات الاعتراض فشلت مجدداً في التصدي للمسيّرات، وهنا طرحت الاسئله عن قدرة المسيرات اليمنية على اختراق الأجواء وكيف يمكن انهاء هذا التهديد بشكل كامل.
مراسل القناة 12 العبرية أوضح أن طائرة مسيّرة سقطت مجدداً قرب موقع سقوط الأمس، ما اضطر السلطات إلى إغلاق المجال الجوي لمطار رامون للمرة الثانية خلال أقل من 24 ساعة.
وأضاف: “قد يكون اليمنيون اكتشفوا نقطة ضعف إسرائيلية، لذلك سنشهد المزيد من المحاولات، فهم يمتلكون طائرات مسيّرة أكثر من الصواريخ، وهذه خطورة واضحة”.
تأثيرات اقتصادية وسياسية واسعة
ركزت وسائل الإعلام العبرية على خطورة استهداف المطارات، معتبرة أن التأثيرات لا تقتصر على البعد العسكري المباشر، بل تمتد إلى تداعيات اقتصادية وسياسية تهدد سمعة الكيان واستقراره.
القائد السابق في البحرية الإسرائيلية إليعاز ماروم قال: “اليمنيون يذكرون مطار رامون وبن غوريون الدولي، ويستهدفون قواعد عسكرية أيضاً. شهيتهم قد فتحت بعد إصابة رامون المباشرة، وسيحاولون أكثر في الأيام القادمة عبر الطائرات المسيّرة والصواريخ”.
مسارات مختلفة.. وتكتيكات معقدة
محلل الشؤون العربية في القناة 13 العبرية لفت إلى أن اليمنيين يغيرون مساراتهم وتكتيكاتهم، قائلاً: “البارحة دخلت الطائرات المسيّرة عبر سيناء، واليوم جاءت من الشرق. هم يجربون كل الطرق والأساليب، وهذا تحدٍّ كبير لمنظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي”.
البعد الاستراتيجي: غزة والفتح الموعود
يرى الإعلام العبري أن اليمن يوجّه مسيّراته إسناداً لغزة، بينما يحاول العدو بكل ثقله كسر جدار الصمود الفلسطيني للمضي في مشاريعه التوسعية.
يصوب اليمن مسيراته اسنادا لغزة حيث يسعى العدو بكل ثقله للتخلص من اصلب جدار للصمود ليكمل مخططه الشيطاني باتجاه ساحات أخرى، وهنا المشهد يعكس معادلة جديدة: “عين اليمن على معركة الفتح الموعود.. وعين العدو على معركة الوجود”.