شهدت العاصمة صنعاء ومحافظة الجوف، اليوم الأربعاء، عدواناً إسرائيلياً غاشماً خلف عشرات الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين، في تصعيد اعتبرته الأوساط السياسية والعسكرية امتداداً لسياسة العربدة الصهيونية ومحاولة بائسة لإرهاب الشعب اليمني وثنيه عن مواقفه الثابتة في نصرة فلسطين.
وأعلنت وزارة الصحة في صنعاء في بيان عاجل أنّ حصيلة الضحايا بلغت 35 شهيداً و131 جريحاً، من المدنيين بينهم نساء وأطفال، مؤكدة أنّ الأرقام مرشحة للارتفاع مع استمرار عمليات البحث والإنقاذ.
وأضاف البيان أنّ فرق الدفاع المدني والإسعاف لا تزال تعمل على انتشال الضحايا والمفقودين من تحت أنقاض المنازل والمباني السكنية التي دمّرها القصف، وسط ظروف إنسانية صعبة ونقص في المعدات نتيجة الحصار المستمر على اليمن.
الهجمات استهدفت أحياء مكتظة بالسكان في مديرية التحرير وسط العاصمة، إضافة إلى مواقع مدنية في محافظة الجوف، وهو ما اعتبرته وزارة الخارجية اليمنية انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وأكدت الخارجية أن الكيان الصهيوني “سيدفع ثمناً باهظاً” لهذا العدوان، مشيرة إلى أن الصمت الدولي المشين شجّع الاحتلال على التمادي في جرائمه ضد اليمن وغزة وسائر المنطقة.
في السياق ذاته، أدانت فصائل المقاومة الفلسطينية العدوان، حيث أكدت حركة حماس أنّ ما جرى يمثل اعتداءً سافراً على سيادة اليمن، معبرةً عن تضامنها الكامل مع الشعب اليمني ومثمنةً إصراره على مواصلة إسناد غزة. فيما شددت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على أن اليمن بتاريخها العريق وجذورها الراسخة في وجدان الأمة لن تنكسر أمام آلة الحرب الصهيونية، معتبرة أن المقاومة والصمود هما الطريق الوحيد لردع الاحتلال. كما أدانت حركة الجهاد الإسلامي استهداف الصحفيين والمدنيين، مؤكدة أن دماء الشهداء اليمنيين هي دماء فلسطين أيضاً.
على المستوى الداخلي، وصف رئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، العدوان بأنه فشل عسكري وسياسي ذريع، مؤكداً أن الرد قادم لا محالة، وأن على الكيان الصهيوني أن يبقى في حالة استعداد لمواجهة الضربات القادمة. أما قوات الدفاع الجوي اليمنية فقد أعلنت تصديها لعدد من الطائرات الإسرائيلية المعتدية، في دلالة على جاهزية وقدرة صنعاء على المواجهة.
الشارع اليمني بدوره عبّر عن غضبه واستنكاره لهذه الجريمة، بالتوازي مع تأكيدات القوى السياسية والشعبية أنّ ما حدث لن يزيد اليمنيين إلا إصراراً على مواصلة طريق المقاومة، وتعزيز موقفهم الأخلاقي والتاريخي في دعم فلسطين.
في المحصلة، فإن هذا العدوان الذي أوقع عشرات الضحايا الأبرياء لم يحقق للعدو سوى صورة جديدة من صور الإدانة الدولية والإقليمية، ورسّخ قناعة راسخة لدى اليمنيين وحلفائهم بأنّ المواجهة مع الكيان الصهيوني هي معركة مصير لن تحسمها الغارات ولا الأسلحة الأمريكية المتطورة، بل صمود الشعوب الحرة وإرادتها في المقاومة حتى التحرير.
