المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    رؤى خبراء حول استراتيجية اليمن العسكرية وردود الفعل الإقليمية

    خاص- المشهد اليمني الأول مقدمة قدّم باحثان في الشؤون العسكرية والاستراتيجية...

    مادورو: واشنطن تُعِد لعدوان عسكري على فنزويلا

    اتهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الاثنين، الولايات المتحدة بالإعداد...

    فضيحة.. “رشاد العليمي” مندوب إسرائيل في قمة الدوحة

    فنتازيا عجيبة حدثت، قـطـر عقدت قمة ليتضامن العرب معها...

    تعديل مسار رحلة روبيو إلى الدوحة.. محاولات أمريكية مستميتة لاحتواء الغضب القطري وسط تصعيد عربي-إسلامي ضد الكيان الصهيوني

    ألقت الولايات المتحدة بثقلها الدبلوماسي في الساعات الماضية لاحتواء تداعيات العدوان الإسرائيلي على الدوحة، بعدما دخلت الأزمة مرحلة حساسة مع تصاعد الموقف القطري والعربي والإسلامي.
    الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حاول، في خطاب ألقاه وهو في طريق العودة من إجازة، تقديم رسائل تهدئة إلى قطر، واصفًا أميرها بـ”الصديق” وبلاده بـ”الحليف“، ومؤكداً أنه نصح نتنياهو بتوخّي الحذر في عملياته العسكرية، في محاولة واضحة لتبرئة نفسه من شبهة التورط في الاعتداء.

    بعد ذلك بساعات، أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو تغيير مسار جولته الإقليمية، التي كانت مخصصة لإسرائيل وبريطانيا، لتشمل العاصمة القطرية الدوحة. وفي السياق نفسه، كشف المبعوث الأمريكي إلى سوريا ولبنان توم باراك أنه نقل إلى رئيس الوزراء القطري رسائل دعم مباشرة من ترامب وروبيو، في مؤشر على قلق واشنطن من تبعات الغضب القطري.

    من جانبه، واصل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو محاولة تحمّل مسؤولية الهجوم على الدوحة بشكل شخصي، مكرراً أنه صدر “بأمر مباشر” منه، في خطوة رآها مراقبون محاولة لإبعاد التهمة عن الإدارة الأمريكية.

    رسائل القمة في الدوحة: من الإدانة إلى التهديد بوقف التطبيع

    القمة العربية-الإسلامية التي عُقدت الاثنين في الدوحة شكّلت منبراً لتصعيد غير مسبوق في الخطاب السياسي ضد الاحتلال وحلفائه. فقد شدد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على أن إسرائيل تسعى لتحويل المنطقة إلى ساحة نفوذ لها، محذراً من خطورة “الوهم الذي يقود نتنياهو”، ومتهماً الاحتلال بالتخلي عن أسراه في غزة.

    الرئيس المصري اعتبر الهجوم على الدوحة تجاوزاً لكل الخطوط الحمراء، بينما أكد العاهل الأردني أن الاعتداء يعكس “سياسة إسرائيلية جديدة لا تعرف حدوداً”، داعياً إلى قرارات عملية توقف حرب غزة وتمنع التهجير القسري للفلسطينيين. أما رئيس الوزراء العراقي فدعا إلى انتقال الموقف العربي من الإدانة إلى الفعل المباشر ضد الاحتلال، في حين شدد أمين عام منظمة التعاون الإسلامي على أن القمة تمثل فرصة تاريخية لبناء رد عربي-إسلامي موحّد وحازم.

    مخاوف أمريكية وإسرائيلية من قطر

    رغم صغر مساحتها، أظهرت واشنطن وتل أبيب قلقاً بالغاً من موقف الدوحة. فإلى جانب احتضانها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة، تحتفظ قطر بعلاقات وثيقة مع قوى المقاومة، وعلى رأسها أنصار الله في اليمن، الذين تحوّلوا بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول إلى كابوس استراتيجي للعدو الصهيوني عقب نجاحهم في استهداف العمق الإسرائيلي بصواريخ ومسيّرات.

    المخاوف تضاعفت بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى الدوحة وإعلان البلدين تجاوز خلافاتهما، ما اعتُبر في الإعلام العبري مؤشراً على تحالف جديد قد يمتد إلى سوريا واليمن ويهدد مباشرة أمن الكيان الصهيوني ومصالح واشنطن في الخليج.

    جبهة اليمن.. صداع مزمن لتل أبيب

    ترافق التصعيد مع إدراك إسرائيلي متزايد أن اليمن لم يعد جبهة ثانوية، بل أصبح ساحة استراتيجية خطيرة بفضل موقعه الجغرافي على البحر الأحمر وصلابته الميدانية. ورغم الغارات والعمليات البحرية والسيبرانية، لم ينجح العدو حتى الآن في شل قدرات أنصار الله، فيما تؤكد صنعاء أنها أسقطت عشرات الشبكات التجسسية التابعة للموساد ووكالات غربية وخليجية منذ عام 2015.

    خلاصة

    تكشف التحركات الأمريكية الأخيرة ومحاولة مغازلة قطر عن ارتباك عميق في معسكر واشنطن وتل أبيب بعد أن وجدت نفسها في مواجهة غضب عربي-إسلامي متصاعد، فيما تزداد الساحات المشتعلة من غزة إلى لبنان واليمن. وبينما تواصل المقاومة توسيع جغرافيا المواجهة، يبقى الكيان الصهيوني محاصَراً سياسياً واقتصادياً، ومطوَّقاً بمعادلات جديدة تهدد عمق أمنه واستقراره.

    spot_imgspot_img