المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    صنعاء تُجري أكبر حركة قضائية في تاريخ اليمن تربك التحالف وتُشعل غضبه الإعلامي

    شهدت العاصمة صنعاء، اليوم، أكبر حركة قضائية في تاريخ...

    ملخص كلمة “قائد أنصار الله” في الذكرى الحادية عشرة لثورة 21 سبتمبر: “الثورة خالصة.. وقرار اليمن سيبقى حراً”

    ألقى السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، اليوم الأحد 21 سبتمبر 2025، كلمة مركزية بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لثورة 21 سبتمبر، استعرض فيها جذور الثورة ومكتسباتها والسياسة العامة للسلطة في صنعاء، وجدد مواقفه تجاه القضية الفلسطينية والتحالفات الإقليمية والدولية. نشر النص الرسمي وتناقلته وسائل إعلامية محلية وإقليمية.

    في مستهل خطابه أُثني القائد على “أصالة” الثورة ومصدرها الشعبي، مؤكِّدًا أن انتصار 21 سبتمبر جاء نتيجة إرادة وطنية خالصة دون تدخل خارجي، وأن الثورة “خلّصت اليمن من الوصاية وأعادت له كرامته واستقلال قراره”. وأشار إلى أن أداء الثوار عند قيام الثورة اتسم بالانضباط ورفض الانتقام الداخلي أو تصفية الحسابات، وأن الحركة بادرت بمشروع للسلم والشراكة قبل أن تنقلب بعض القوى ضده.

    وجّه القائد اتهامات صريحة للولايات المتحدة وإسرائيل، واعتبر أن مؤسسات وسفارات غربية لعبت دورًا في فرض سياسات “الوصاية” على اليمن قبل الثورة، مؤكدًا أن ذلك أدّى إلى تفكيك مؤسسات الدولة وتبديد ثروات البلاد. وحمّل كذلك “أدواتًا محلية وإقليمية” مسؤولية محاولات تفتيت النسيج الاجتماعي عبر إثارة الفتن الطائفية والمناطقية.

    جاء في الكلمة تمجيد واضح لموقف اليمن الثوري من القضية الفلسطينية؛ وجدد القائد التأكيد على أن اليمن قيادةً وشعبًا ثابتان في نصرة فلسطين وغزة، واعتبر أن الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين تُظهر الحاجة إلى موقف عربي وإسلامي عملي لا مجرّد بيانات شجب. كما دعا زعماء الدول العربية إلى القيام بمواقف عملية لحماية الأمة ورفض أي تعامل استخباري أو تسهيلات مع “العدو الإسرائيلي”.

    واستنكر الخطاب ما وصفه بـ”التطبيع والاتصالات الاستخباراتية” بين بعض الأنظمة ودولة الاحتلال، محذّرًا من أن مثل هذه العلاقات تُضعف موقف الأمة وتشرعن سياسات الاستباحة، ومطالبًا بوقف التعاون العسكري والاستخباراتي مع إسرائيل. كما شدّد على أن “المسار الثوري” في اليمن سيستمر في دعم المقاومة والمواقف المناصرة لفلسطين.

    وتطرّق السيد القائد في كلمته إلى البُعد الاقتصادي والوطني، مشيرًا إلى الخسائر الهائلة في الثروات الوطنية قبل الثورة، ومتهِمًا قوى سابقة باستنزاف موارد البلاد لصالح أُطُر خارجية ومحلية فئوية. وأكد أن مسار الثورة يضع أولوية على “الاعتماد على الذات” وبناء اقتصاد مقاوم وإعادة توزيع الموارد لصالح الشعب.

    من ناحية الخطاب الداخلي، دعا الحوثي إلى توحيد الصف الوطني ودرء الفتن، محذِّراً من محاولات إثارة النعرات المذهبية والقبلية التي تُروّج لها جهات وصفها بـ“أدوات أمريكا وإسرائيل”. وأكد أن الثورة حافظت على قيم التسامح وأنها لم تشهد عمليات تصفية حسابات يوم قيامها، بل سعت لإرساء الأمن والاستقرار في المدن التي دخلتها.

    عسكريًا، كرّر القائد الموقف الراسخ بمواصلة “مسار الدفاع” واعتبر أن مواجهة الضغوط والعدوان الخارجي تتطلب استعدادًا مستمرًا وبناء قدرات محلية، مع الإشارة إلى أن موقف اليمن الداعم لفلسطين يندرج في إطار مقاومة أوسع للهيمنة. كما حمّل تحالفات غربية وإقليمية جزءًا من مسؤولية العدوان الاقتصادي والعسكري المستمر على البلاد.

    وجّه الخطاب رسائل إلى الشعوب العربية والإسلامية، داعيًا إياها إلى “التحرك العملي” ورفع مستوى المقاطعة والضغط على إسرائيل دعمًا للفلسطينيين، وانتقد ما اعتبره مواقف شكلية أو إعلامية لا ترتقي لمستوى المواجهة الحقيقية مع سياسات الاحتلال. وحثّ الدول العربية على أن تتحمل مسؤولياتها في حماية الأمن القومي العربي بدل التواطؤ أو التعاون الاستخباراتي.

    واختتم السيد القائد كلمته بتأكيدات معنوية: أن الشعب اليمني “قادرٌ على تحويل التحديات إلى فرص”، وأن الثورة ماضية في “مسار التغيير الجذري” لبناء دولة يمنية عادلة وقوية تحمي سيادتها وتستعيد حقوق شعبها، مجدِّدًا العهد باستمرار الدعم السياسي والمعنوي للقضية الفلسطينية ومواصلة الصمود رغم الحصار والعدوان.

    spot_imgspot_img