أثار إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن رغبته في استعادة السيطرة على قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان جدلاً واسعاً، وسط رفض قاطع من كابل التي أكدت تمسكها بالسيادة الوطنية، فيما اعتبر محللون أن دوافع ترامب تتجاوز الداخل الأفغاني لتلامس صراع النفوذ الدولي في آسيا الوسطى.
وكانت العاصمة القطرية الدوحة قد شهدت عام 2020 توقيع اتفاق بين طالبان والإدارة الأميركية برئاسة ترامب آنذاك، نصّ على انسحاب القوات الأمريكية واحترام سيادة أفغانستان. غير أن الرئيس الأمريكي عاد اليوم ليطرح ملف باغرام، مستخدماً لغة المساومة والتهديد، حيث حذّر من “أمور سيئة” إذا لم تعد القاعدة إلى سيطرة بلاده.
وربط ترامب مطالبه بما وصفه بـ”التهديد الصيني”، مشيراً إلى قرب القاعدة من مواقع تصنيع الصواريخ والأسلحة النووية في بكين، معتبراً أن الصين تستفيد من موقعها الإستراتيجي على نحو يضر بالمصالح الأمريكية.
من جهته، أكد قائد الجيش الأفغاني أن “الإمارة الإسلامية لن تفرّط في شبر واحد من أرضها”، مشدداً على أن القاعدة وجميع المنشآت العسكرية في البلاد تخضع لسيطرة وزارة الدفاع الأفغانية حصراً.
ويرى خبراء أن تحركات ترامب تأتي في إطار “بالون اختبار” لردود الفعل الدولية والأفغانية، في وقت يعاني فيه من إخفاقات في مواجهة الصين وروسيا، إضافة إلى تصاعد عزلة الولايات المتحدة في منظمات دولية مثل “بريكس” و”شنغهاي“.
كما اعتبر مراقبون أن خطاب ترامب يعكس خشية واشنطن من تمدد النفوذ الصيني والروسي في أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي، في وقت يسعى فيه الرئيس الأمريكي السابق إلى توظيف هذا الملف داخلياً مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية، تحت شعار “استعادة القوة الأمريكية”.
