توقعت صحيفة “كيهان” الإيرانية في عددها الصادر اليوم السبت أن تجدد المواجهة بين إيران من جهة وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى أصبح أمرًا “محتملًا للغاية”، مشيرة إلى أن التطورات السياسية والعسكرية في المنطقة بعد ما سمّته “حرب الاثني عشر يوماً” تؤكد أن الصراع لم يُطوَ بعد، بل قد يدخل مرحلة أكثر سخونة وتعقيداً.
وأوضحت الصحيفة أن المؤشرات الميدانية والعقائدية داخل الكيان الصهيوني، وخصوصاً في ضوء ما يُعرف بـ“عقيدة بن غوريون”، تُظهر أن إسرائيل تُعيد حساباتها في التعاطي مع إيران، لافتة إلى أن “العقل والخبرة والتجارب السابقة تفرض على الجميع اعتبار هذه المواجهة القادمة احتمالاً واقعياً”.
وسلطت “كيهان” الضوء على تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق أفيغدور ليبرمان، الذي كتب عبر منصة “إكس”: “من يظن أن القضية مع إيران قد انتهت فهو مخطئ ويضلل الآخرين، الإيرانيون يعززون قدراتهم الدفاعية والعسكرية كل يوم، واستؤنفت الأنشطة في المواقع النووية، ويبدو أنهم يحاولون مفاجأتنا هذه المرة”. واعتبرت الصحيفة أن هذا التصريح يعكس قلقاً متزايداً في الأوساط الإسرائيلية من تصاعد القدرات الإيرانية بعد سنوات من الحصار والعقوبات.
وأكدت الصحيفة أن الأسباب التي تجعل المواجهة محتملة متعددة، من بينها ما وصفته بـ”الصفعة القوية التي وجهتها وحدة الشعب الإيراني في حرب الاثني عشر يوماً” للولايات المتحدة وإسرائيل، معتبرة أن تلك الحرب كشفت فشل رهانات واشنطن وتل أبيب على تفكك الجبهة الداخلية الإيرانية، إذ كانت الخطة – بحسب الصحيفة – ترتكز على إثارة اضطرابات داخلية لاستغلالها في تنفيذ مشروع تفكيك إيران على غرار السيناريو السوري.
وأضافت “كيهان” أن “العدو الأحمق ظن أن الاستياء الشعبي من الأوضاع الاقتصادية سيفتح له الباب لتكرار سيناريو الفوضى، لكنه اصطدم بجدار التلاحم الشعبي الذي أفشل كل حساباته”، مشيرة إلى أن الهجمة الاقتصادية الأخيرة، بما في ذلك التلاعب بسعر الدولار والذهب، ما هي إلا امتداد لحرب ناعمة تستهدف كسر إرادة الشعب الإيراني وإضعاف تماسكه الداخلي.
واعتبرت الصحيفة أن “الوضع الاقتصادي المتقلب في البلاد ليس مجرد أزمة محلية، بل هو استمرار لحرب الاثني عشر يوماً بأدوات جديدة”، مشيرة إلى أن “العدو بات يستخدم العقوبات والتضليل الإعلامي والحرب النفسية لضرب معيشة المواطنين تمهيداً لخلق الفوضى”.
وختمت الصحيفة الإيرانية تقريرها بالقول إن “العالم يقف اليوم على أعتاب نقطة تحول تاريخية”، مؤكدة أن المواجهة المحتملة بين الجبهة الإيرانية والجبهة الأمريكية – الإسرائيلية قد تكون مفصلية، ليس فقط للمنطقة بل للنظام الدولي بأسره، في ظل احتدام الصراع بين محور المقاومة ومحور الغرب الذي يسعى – على حد وصفها – إلى الحفاظ على هيمنته بالقوة.