المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    وانتقل الربيع إلى الملكيات العربية

    بالأمس انحصر الربيع العربي على بعض الأنظمة الجمهورية التي...

    غوارديولا يجدد تضامنه مع غزة ويدعو لدعم أسطول الصمود لإنقاذ المدنيين

    عبّر المدرب الإسباني الشهير بيب غوارديولا عن تضامنه الصريح...

    جريمة تعز.. إعدام الأسير العفيري يعرّي مرتزقة العدوان ويشعل موجة تنديد ووعيد بالمحاسبة

    أقدمت ميليشيا حزب الإصلاح الموالية لتحالف العدوان السعودي الأمريكي...

    الشيخ نعيم قاسم: خطة ترامب إسرائيلية بلبوس أمريكي.. وخمسة عوامل أسقطت رهانات تل أبيب في لبنان

    في خطاب سياسي شامل أعاد رسم ملامح المرحلة الراهنة، أكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن المقاومة الفلسطينية هي صاحبة القرار في مستقبل غزة، مشدداً على أن خيار الاستسلام “غير وارد على الإطلاق”، وأن الشعب الفلسطيني “يمتلك من الصمود والإرادة ما يجعل كل المشاريع التصفوية مصيرها الفشل”.

    وتناول الشيخ قاسم في كلمته خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة، واصفاً إياها بأنها “مليئة بالمخاطر ومطبوخة بالكامل في مطابخ الاحتلال“، موضحاً أن الخطة “عُرضت على بعض الدول العربية بصيغة محددة، ثم خضعت لتعديلات إسرائيلية جوهرية بالتنسيق بين نتنياهو وترامب لتتماهى مع مشروع ما يسمى بإسرائيل الكبرى”. وأكد أن الاحتلال يحاول الآن تحقيق سيطرته عبر السياسة بعدما فشل عسكرياً في الميدان، معتبراً أن “ما نشهده في غزة اليوم هو فصل جديد من هذا المشروع الذي يستهدف المنطقة بأكملها”.

    وأشار إلى أن الخطة في حقيقتها إسرائيلية بلبوس أمريكي، متوافقة مع المبادئ الخمسة التي حددتها إسرائيل لإنهاء الحرب، وأن الهدف من طرحها الآن هو “تلميع صورة الكيان الصهيوني أمام الرأي العام الدولي وتبرئته من جرائم الإبادة الجماعية”، مضيفاً أن “عدداً من المسؤولين العرب فوجئوا بتفاصيل الخطة وطالبوا بتوضيحات بعدما اكتشفوا حجم الخداع الأمريكي الإسرائيلي”.

    وفي الشأن اللبناني، شدد الشيخ قاسم على أن لبنان يقع في قلب العاصفة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر، متهماً واشنطن بتقديم دعم غير محدود للعدو عبر السلاح والسياسة والإعلام والضغط الاقتصادي. وأكد أن الاحتلال يراهن على إنهاك الشعب اللبناني واستهداف مقاومته لتهيئة الأرض لفرض معادلات جديدة كما فعل في سوريا، إلا أن “كل رهاناته فشلت لأن الأهداف الإسرائيلية ليست قدراً مفروضاً على لبنان”.

    وعدد الشيخ قاسم خمسة عوامل مفصلية أربكت إسرائيل وأفشلت خططها في لبنان:
    أولاً، اتخاذ المقاومة قرار ضبط النفس وترك الدولة تتحمل مسؤولية الرد، ما أسقط رهانات العدو على التصعيد المتبادل.
    ثانياً، فشل المشروع الأمريكي في فرض حكومة لبنانية تُقصي المقاومة بعدما فوجئوا بقدرتها على المشاركة الفاعلة في بناء الدولة.
    ثالثاً، سقوط خطة الاختراق السياسي الداخلي بعدما أثبتت المعادلة الوطنية أن حزب الله وحركة أمل يمثلان غالبية شعبية رافضة لنزع السلاح.
    رابعاً، إحباط محاولات إشعال الفتنة بين الجيش والمقاومة بفضل حكمة القيادات وتماسك الموقف الوطني.
    خامساً، أن الإيمان والتمسك بالحق وروح الجهاد لدى الشعب اللبناني خلق توازناً ميدانياً فريداً منع العدو من تحقيق أي من أهدافه رغم تفوقه العسكري.

    وأكد الشيخ قاسم أن هذه العوامل الخمسة هي التي “فاجأت إسرائيل وأعجزتها عن التقدم”، مشدداً على أن “شعبنا القوي الشجاع المؤمن لا يُهزم ولا يقبل الاستسلام”.

    وفي شأن الحكومة اللبنانية، دعا الشيخ قاسم إلى أن تتحمل مسؤولياتها تجاه الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، وأن تضع ملف إعادة الإعمار في صدارة أولوياتها، لأن “من دون الإعمار لن يتحقق الاستقرار ولن تدور عجلة الاقتصاد”. كما رفض محاولات بعض القوى تعديل قانون الانتخابات بما يخدم مصالحها، مؤكداً أن حزب الله “مع التمثيل النيابي العادل” وأن أي محاولات لتفصيل قانون على مقاس القوى الخارجية “لن تمر”.

    وعن “أسطول الصمود” العالمي المتجه إلى غزة، وصف الشيخ قاسم التحرك بأنه موقف إنساني وأخلاقي له معنى كبير، داعياً الدول العربية إلى أن تحذو حذو إسبانيا في مواقفها المتقدمة دفاعاً عن غزة.

    وخلال إحياء الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائدين الشيخ نبيل قاووق والسيد سهيل الحسيني، استعرض الشيخ قاسم سيرتهما الجهادية المشرفة، مؤكداً أن قاووق كان “قريباً من الميدان والمجاهدين، ورمزاً للإيمان والتضحية”، فيما كان الحسيني “أحد أعمدة العمل الأمني المقاوم ورفيق الشهيد عماد مغنية”، مضيفاً أن كليهما مثّل نموذجاً للعالم والمجاهد الذي يجمع بين العلم والجهاد والعطاء المتفاني بعيداً عن الأضواء.

    واختتم الشيخ قاسم كلمته بالتأكيد على أن المعركة مستمرة وأن الرهان على تراجع محور المقاومة وهم قاتل، قائلاً: “هذه الأمة لن تُهزم ما دام فيها رجال كنبيل قاووق وسهيل الحسيني، وشعب لا يعرف الانكسار ولا يقبل إلا بالكرامة والنصر”.

    spot_imgspot_img