المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    قرعة الملحق الأوروبي المؤهل لكأس العالم 2026

    جرت اليوم الخميس، في مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم...

    الأمم المنحطة!

      القرار الأمريكي الفضيحة الصادر بشأن غزة قبل يومَين، والذي...

    الظهور الأول لخليل الحية.. صوت غزة يعلو من قلب الألم بعد محاولة اغتيال إسرائيلية في الدوحة”

    أحدث الظهور الأول لرئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس في غزة، ورئيس وفدها المفاوض خليل الحية، بعد نجاته من محاولة اغتيال إسرائيلية في العاصمة القطرية الدوحة، تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره ناشطون “ظهور الصمود والكرامة في وجه آلة القتل الإسرائيلية”.

    في المقطع المصوّر الذي نشرته الحركة عبر حسابها الرسمي على تليغرام، تحدّث الحية بملامحٍ ثابتة وصوتٍ يحمل وجع الأب وفخر المقاوم، قائلاً في أول تعليقٍ له بعد استشهاد نجله همام ومدير مكتبه وعددٍ من مرافقيه: “لا فرق بين أي شهيد في غزة وبين ابني”.

    وأضاف قائلاً: “نحن نعيش في ظلال ألمٍ وعزّةٍ وكرامة، فقدان أبنائنا شرفٌ نعتزّ به، فكل بيت في غزة هو بيتُ شهيدٍ أو مقاوم، وهذه ضريبةُ الكرامة في وجه الاحتلال.

    تفاعل واسع وتقدير لموقفٍ يختصر وجع غزة وصمودها

    انتشر الفيديو كالنار في الهشيم، وتصدّر الوسوم على المنصات العربية والإسلامية، حيث عبّر آلاف المستخدمين عن تضامنهم مع الحية وإعجابهم بصلابته وثباته.

    ورأى ناشطون أن كلماته اختصرت وجع غزة في جملة واحدة، وأن صوته كان بمثابة “صوت الأم الفلسطينية التي تودّع أبناءها بدموع الكبرياء”.

    وكتب أحد المعلقين: “من يسمع خليل الحية يدرك أن في غزة رجالاً لا ينكسرون.. أبٌ يفقد ابنه ثم يقول: نحن على العهد، لا مساومة على الكرامة ولا تراجع عن المقاومة.

    فيما اعتبر آخرون أن ظهور الحية بعد محاولة اغتياله هو رسالة سياسية وأخلاقية لإسرائيل بأن قيادات المقاومة لا تُهزم، وأن القصف لن يوقف الكلمة الحرة ولا مشروع التحرر.

    رمزية الموقف.. من الفقد إلى الإرادة

    العديد من المحللين وصفوا كلمات الحية بأنها تجسيدٌ للمعادلة التي صنعتها غزة في وجه العدوان:
    “من رحم الألم يولد الثبات، ومن الفقد تنبع الإرادة”.

    وأشاروا إلى أن الحية، الذي يقود الملف السياسي والمفاوضات المعقدة، جسّد نموذج القائد المقاوم الذي يجمع بين صلابة الميدان وحكمة السياسة، في زمنٍ تتقاطع فيه الدماء بالقرارات، والمشاعر بالمواقف.

    رسالة إنسانية تتجاوز حدود السياسة

    التفاعل الشعبي لم يقتصر على جمهور المقاومة، بل امتد إلى شخصياتٍ إعلاميةٍ وسياسيةٍ وحقوقيةٍ عربيةٍ وغربية، رأت في كلماته “خطاباً إنسانياً نادراً في زمن الحرب”.

    وقال أحد الصحفيين العرب المقيمين في أوروبا:“حين يتحدث خليل الحية عن ابنه، لا يتحدث كقائدٍ سياسي، بل كرمزٍ لجيلٍ كامل يعيش وجع غزة ويحوّله إلى وقودٍ للحرية.”

    محاولة اغتيال فاشلة تكشف حجم التخبط الإسرائيلي

    وكانت حركة حماس قد أعلنت في التاسع من سبتمبر/أيلول الماضي أن القيادة السياسية للحركة نجت من محاولة اغتيال إسرائيلية استهدفتها في العاصمة القطرية الدوحة، في جريمةٍ غير مسبوقة من حيث المكان والتوقيت، وأسفرت عن استشهاد نجل الحية همام ومدير مكتبه وعددٍ من مرافقيه، بينهم عنصر من قوة الأمن الداخلي القطرية.

    وأكدت الحركة حينها أن “العدو الصهيوني تجاوز كل الخطوط الحمراء باعتدائه على الأراضي القطرية”، معتبرةً أن المحاولة “دليل على عجز الاحتلال أمام صمود القيادة الفلسطينية، وسقوط أخلاقي جديد في حربه ضد المدنيين”.

    صمودٌ يتجدد من تحت الركام

    بهذا الظهور المعبّر، وجّه خليل الحية رسالةً للعالم بأن صوت غزة لا يُسكت، وأن القادة الذين ينجون من الموت يواصلون المعركة بالكلمة كما بالسلاح.

    كلماته التي خرجت من قلبٍ مفجوعٍ بفقد فلذة كبده، كانت أقوى من الرصاص، وأبلغ من كل بيانات الحرب — لتقول للعالم أجمع:“غزة لا تبكي، بل تُعلّم العالم معنى الكرامة.”

    spot_imgspot_img